كشف الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب "الوفد" عن استعانته بخبير أجنبي للتخطيط لحملة الدعاية الانتخابية للحزب في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، بعد يوم من تصويت الجمعية العمومية بأغلبية الأصوات على المشاركة. وقوبل القرار بترحيب الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، الأمين العام المساعد للحزب "الوطني" للشئون البرلمانية، ووصفه بالقرار الصائب، معربًا عن أمله بأن تحتذي بقية الأحزاب حذوه. وأضاف البدوي في مؤتمر صحفي ظهر أمس بمقر حزب "الوفد"، إن هناك حملة دعاية قوية سيخوض بها "الوفد" الانتخابات المقبلة داخل وخارج مصر، وأنه تم الاستعانة بخبير من جنوب أفريقيا ليكون ضمن المخططين لهذه الحملة. وأوضح أن "الوفد" بدأ الاستعداد لخوض الانتخابات منذ شهرين، على الرغم من أنه لم يكن حسم قرار بعد، لافتًا إلى أن عدد المرشحين بلغ حتى الآن 250 مرشحًا، مؤكدًا أن الحزب سيخوض الانتخابات بقوة وسيكون ندًا للحزب "الوطني"، وسينتزع عددًا من المقاعد منه والقوى السياسية الأخرى. وأضاف إن لجنة تقييم المرشحين ستجتمع برئاسة فؤاد بدراوي، نائب رئيس الحزب، بعدما تنحى عن رئاستها محمد سرحان، نائب رئيس الحزب. ووصف يوم الجمعة الذي اتخذت فيه الجمعية العمومية قرارًا بخوض الانتخابات وإجراء تعديلات على اللائحة الداخلية للحزب بأنه "يوم مشهود فى تاريخ الحزب تمامًا كما كان يوم انتخابات رئاسة الحزب التي جرت فى 28 مايو الماضي وقد خرج الحزب فائزًا فيهما"، على حد قوله. واعتبر أن موافقة 57% على خوض الانتخابات كان أبلغ رد على التفاف الحزب "الوطني" على الضمانات الانتخابية، لكن رغم ذلك سيقاومون أي محاولة لتزوير الانتخابات، مشيرًا إلى أن ما حدث في انتخابات "الشورى" من "تزوير فج لن يتكرر ثانية ولن يكون بتلك الطريقة السافرة"، على حد تعبيره. وأعلن البدوي أنه صوت لصالح المشاركة فى الانتخابات، لكنه لم يكشف عن ذلك حتى لا يؤثر على أحد، وتابع: كانت لنا تجربة مريرة فى 1990 (في إشارة إلى قرار المقاطعة آنذاك) وبعدما كان للوفد 39 نائبًا بالبرلمان كان له 5 نواب "بالعافية" عام 1995، والأحزاب وجدُت للمشاركة فى الحياة السياسية عامة خاصة الانتخابات. وشن البدوي مجددًا الهجوم على الدكتور حسن نافعة، المنسق العام ل "الجمعية الوطنية للتغيير"، دون أن يذكره صراحة، قائلا إن من يدعون للمقاطعة يمارسون السياسة النظرية وهم أستاذة جامعات فقط ويمارسون إرهابًا فكريًا، قائلين إن يدخل الانتخابات خائن وعميل، ناصحًا إياهم بأن يبقوا داخل الجامعات ويتفرغوا للآراء الأكاديمية فقط، على حد قوله. وتابع، إنه عندما قال إن "الوفد" سينافس "الإخوان المسلمين" كان يقصد أن الحزب "الوطني" يحرص على الأغلبية، لأن جميع قوى المعارضة تتنافس على 120 مقعدًا فقط و"الوطني" لن يسمح بأكثر من ذلك للمعارضة، وإذا كانت الانتخابات ديمقراطية كان سيقول أنهم سينافسون "الوطني". إلى ذلك، نفى رئيس "الوفد" ما يتردد عن أن الحزب سيعقد صفقة مع النظام خلال الانتخابات المقبلة، وقال "إن لعنة الصفقة خبر مكذوب من أساسه ولا يعلم له أساسًا، وهذا شيء غريب، وهو نوع من الإرهاب الفكري الذي رفضته الجمعية العمومية بموافقتها على خوض الانتخابات، وكما قلت سابقًا أن الصفقة انتحار سياسي". من جهته، وصف الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، الأمين العام المساعد للشئون البرلمانية، قرار الجمعية العمومية لحزب "الوفد" بخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بأنه قرار صائب، ويؤدي إلى تشكيل برلمان بعكس حجم القوى السياسية في الشارع المصري. وأعرب شهاب عن سعادته لقرار "الوفد"، وقال إن سعادته ستكتمل أكثر عندما تعلن كافة الأحزاب الشرعية خوضها الانتخابات، معتبرًا أن السعي للحصول على مقاعد في البرلمان وتمثيل يتناسب مع وجوده على مستوى الجماهير يمثل أهم أنشطة الحزب. وأوضح أن تعدد الأحزاب بعدد المقاعد بالبرلمان يكون مدعاة للاستماع إلى مختلف الآراء والتي تتكشف منها الحقيقة، ورأى أن تواجد الأحزاب في البرلمان هو العمود الفقري لتفعيل التعددية الحزبية على مستوى مجلسي الشعب والشورى. وأشار إلى أن وجود تمثيل للحزب في البرلمان يمكنه من الدفاع عن فكرة وزيادة عضويته وحل مشاكل الجماهير، وإعلان رأيه، والحصول على فرصة التحاور تحت القبة ومناقشة الحكومة بشأن قراراتها، والتعبير عن الرأي بآلية مشروعة وإبداء النظر في كافة المشروعات المطروحة.