يوم الاثنين الماضي وفي هذا المكان وتحت عنوان " الوزيرين " كتبت عن وزير التعليم العالي الذي بجرة قلم جعل خريجي المدارس الخاصة من حملة الشهادات المعادلة للثانوية العامة لا يلتحقون بالجامعات هذا العام، وعن وزير التربية والتعليم الذي أصدر قرارا بأن الأطفال الذين يعانون مرض التوحد لا يمكن إلحاقهم أو دمجهم في المدارس إلا بعد أن يتجاوزوا اختبارات للذكاء في مراكز تابعة للوزارة..! ولأن وزير التعليم العالي قد دخل مع أهالي الطلبة في معارك قانونية، ولأن الأهالي يحيطون بالوزارة في محاولة لتعديل القرار، فإن الوزير علي ما يبدو لم يعد لديه الوقت للرد أو تفسير القرار الذي أصدره وما زال يبحث عن حل للخروج من أزمة ما كان لها أن تكون موجودة.. أما وزير التربية والتعليم فقد أرسل لنا ردا علي لسان السيد عبد المنعم معوض مدير عام العلاقات العامة يقول فيه أن الوزير يولي اهتماما بالأطفال الذين يعانون من مرض التوحد، وأن الوزارة تنتهج حاليا مبدأ دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم العام ومن بينهم تلاميذ التوحد، ويتم إعفاء تلاميذ التوحد المقيدين بالصف الأول والثاني والثالث الإعدادي من الامتحانات التحريرية ويكتفي بالامتحانات الشفوية. والكلام جميل وسهل، ولكن المهم التطبيق الفعلي، وهو ما نشك في حدوثه أو إمكانية حدوثة، فأنا لدي تفاصيل عشرات الحالات من ضعاف السمع، وضعاف البصر ومرضي التوحد، وكلهم يبحثون عن مدرسة واحدة في مصر تعامل هؤلاء معاملة إنسانية وآدمية فلا يجدون..ولا أعتقد أنهم سيجدون حتى وإن كانوا من الأثرياء..!! رسائل سريعة: إلي السيدة أم رحاب: أنا لست من سكان الرحاب والحديث عن دخول الزوار إلي المدينة، كان المقصود به التأكيد علي الإزدحام الذي تعانيه المدينة ليلا والذي يسبب مشاجرات مستمرة بين الشباب وهو دعوة إلي المطالبة بفرض الأمن والنظام وليس منعا للزوار من دخول المدينة. الأستاذ حسن فؤاد:شكرا علي تعليقاتك الإيجابية، فالوطنية ليست في أن يزايد كل منا علي الأخر، والوطنية هي أن نفكر جيدا قبل أن ندفع بالجماهير إلي الشارع حيث لا يمكن السيطرة عليها، والوطنية أن ندرك أننا من أجل التغيير لا يجب أن نهدم المعبد علي من عليه..! السيدة ماجدة من أمريكا:تعليقاتكم ومتابعتكم تعكس تواصل كل مصري في الخارج مع الوطن الأم والتفاعل مع كل ما يجري داخل مصر من أحداث، ولكن الواقع الفعلي داخل مصر لا يخضع لأي نظريات سياسية أو تحليلات.., والعصيان المدني والخروج للشارع في مسيرات سلمية وسائل حضارية للاحتجاج والتعبير عن الرأي ولا يمكن أن يكون هناك خلاف علي ذلك، ولكن الخلاف والجدال إنما ينصب علي المخاوف من احتمالات الفوضى المدمرة التي قد لا يمكن السيطرة عليها والتي يمكن أن تحرق الجميع. الدكتور أحمد:أشكرك علي أسلوبك " المهذب " في التعليق..!! السيدة يسرا حبيب: تقولين في تعليقك أن الممارس للعصيان المدني عليه أن يبتسم في وجه رجل الشرطة عندما يلقي القبض عليه..، وما تقوليه أيتها الأخت الفاضلة سوف يحدث عندما يكون هذا الاحتجاج في شوارع جنيف..أما عندما تتم مسيرة في شارع القصر العيني فسوف تجدين أمام المسيرة التي تضم مائة شخص ألفا من جنود الأمن المركزي، ولو أبتسم لهم الممارس للعصيان فسوف يعتبرون ذلك استفزازا ولن يكون هناك إلا حوار من جانب واحد نهايته بالطبع معروفة..! , وللدكتور راضي عصفور من كندا:في مقال عن " الجماعة " فأني ذكرت أن المسلسل قد قدم أكبر خدمة لجماعة الإخوان، ولم أهاجم الإخوان وإنما نددت بأن يكون العنف طريقا إلي التغيير أيا ما كان من يسلكه., وقلت أيضا القانون وحده هو الذي يقرر ذلك، وليس في هذا تجنبا علي أحد. الدكتورة مني الراعي: هناك فارق كبير بين كاتب يكتب باسمه ويخضع لكافة المخطورات والقوانين وبين كل من يكتب باسم مستعار علي شبكة الإنترنت ليقول ما يريده ويدعي البطولة..فالكتابة موقف ومسئولية وأمانة. إلي كل الأفاضل الذين يبعثون برسائل عبر البريد الإلكتروني أو بتعليقاتهم إلي الصحيفة:أسعد كثيرا بكل ما تكتبوه، فأنا مثلكم مواطن مصري من ريف مصر تسكنه هموم الوطن ويأمل في الإصلاح والتغيير، ويعبر عن ذلك بقناعته ورؤيته الخاصة، وقد أكون مخطئا وقد أكون علي صواب، ولكنها في النهاية محاولة للحوار في إطار احترام كل منا للأخر، فها هو الطريق لتدعيم ثقافة المواطنة وثقافة الديموقراطية التي هي طريق الإصلاح ومحاربة الفساد، ولكم كل التقدير والاحترام. [email protected]