العلم نور لانه يفتح الطريق امام الجميع لينطلق برحابه نورانية واسعة وافاق عريضة للتقدم من اجل حضارة مزدهرة مع نقلة نوعية في الحياة الانسانية لترتفع بالانسان الى أرقى المستويات وتجعله جديرا بأن يكون خليفة لله في الارض وان تسجد له الملائكة، كما ان التعليم هو مفتاح المستقبل والقوة والمعرفة والتقدم والرخاء. اما الجهل فيضعف النور (نور العلم) والقوة ويأتي بالجوع والموت.. فالجهل ظلام وظلمة وظلامات للعقل، كما انه عطش للفكر وقحط مدقع للروح والوجدان ودفن المواهب والملكات وموت كل سجايا في الكائن الحي، حيث يأتي علينا هذا الجهل من كل حدب وصوب بجهل الفكر البشري والذي لا يتعامل ولا يعرف الا الارهاب الذي يأكل الاخضر واليابس من خلال العقول المضلة المضللة والمخدوعة التي تحلل وتحرم ما تريد في ظل غياب العقل المستنير، كما ان الارهاب يحدث انقسام بين صفوف الشعب. فلم تعد قوة الأمم تقاس اليوم بعدد سكانها أو باتساع أراضيها أو حجم جيشها أو كثرة ثرواتها أو تعدد محاصيلها، لكنها تقاس بما لديها من عقول مبدعة وأذهان خلاقة وأفكار مبتكرة وأساليب حديثة، لأن هذه العقول المستنيرة بالعلم والمبتكرة هي التي تستطيع تنمية الثروة وتقوية الجيش وتدعيم الاقتصاد وتحقيق المزيد من التقدم والرخاء لاننا في عصر تتسابق فيه الأمم للأخذ بمفاتيح العلم والمعرفة وصولا الى التقدم في عصر لا يرحم الضعفاء (ضعفاء العلم). والتعليم هو عملية منظمة يمارسها المعلم بنقل ما في ذهنه من معلومات ومعارف الى الطالب المتلقي، حيث انه في حاجة الى تلك المعلومات التي تصل اليه مباشرة، ولا بد ان يأتي نتائجه بتعديل في السلوك لدى المتلقي، حيث يتعرض الى معلومات ومهارات ومن ثم يتم تغيير سلوكه او تعديله بتأثير ما تعرض له، فغالبا ما يكون بتقديم المعارف والمهارات للمتعلم مع بذل الجهد ومحاولة تعلمها واكتسابها لتحقق الهدف المرجو له ومع تمكين المتعلم من الحصول على متعة التعامل مع معلميهم وزملائهم بعيدا عن اي تحزب بين الطلاب وبعضهم وايضا بين المعلمين وبعضهم وذلك من اجل تمكين الحصول على متعة التعامل، وتطوير الانتباه والتذكر والاستراتيجيات وذلك باعتماد وسائل تدريس حديثة مع تخفيض نفقات التعليم الخاص وخضوعة للوزارات المعنية. كما ان من اهم عوامل النجاح في التعليم هو التواصل بين المعلم والمتعلم والعمل على الاحترام في تحديد الادوار التي يقوم بها كل فرد من خلال تخصصه وذلك بتشجيع الاعمال المبهرة، ولا بد من ذلك ان تفتح وزارة التعليم الابواب اكثر امام التعليم الفني من خلال القبول بالجامعات والتي قد ثبت من خلال بعض الدراسات تفوق اكثر لطلاب التعليم الفني عند دخول هذه الجامعات والحرص على تشجيعهم من اجل التغيير للاحسن وتوفير المرونة وذلك من خلال تقديم العديد من الفرص من خلال طرق مختلفة تدمج بين الراحة التي يحتاجها من لديهم التزامات اسرية او غيرها من دون ان يفقدوا التواصل الاجتماعي والانساني، لان كثير من متعلمي الدبلومات الفنية يلجأون الى هذا التعليم اما بسبب المجموع (الدرجات) والبعض الاخر بسبب الالتزامات الاجتماعية، مع العلم بان بعضهم كان لديه الفرصة لدخول الثانوية العامة ونظرا لظروف اسرية آثر التعليم الفني نظرا لظروفه وما يتكلفه التعليم الثانوي (العام) من ماديات قد ترهق اسرته. أما بالنسبة للمعاهد الفنية التي تدرس سنتان بعد الثانوية فلماذا تكون مدة الدراسة بها اربعة سنوات على ان تعطي شهادة تعادل المؤهل الجامعي. وقد بدأ العام الدراسي وقد تخلله اجازة عيد الاضحي المبارك، وبدلا ان يتقابل الطلاب التهاني بالعيد فتقابل بعضهم البعض بالتظاهرات داخل نبراس الحرم الجامعي مع حالة من الاحتقان تسيطر على المشهد السياسي، فالتظاهر حق مكفول لكل مواطن بما فيهم الطلاب، مع ضرورة احترام حرية التعبيرعن الرأي طالما لم تتجاوز الاطار السلمي، لكن شرط عدم اللجور للعنف كما رأينا أو تعطيل الدراسة أو خروج هذه التظاهرات خارج الحرم الجامعي للشارع العام فهنا لا بد ان تتعامل الشرطة معهم، وكما رأينا وليس داخل الحرم الجامعي، لاننا لا نريد انتقال الممارسات العنيفة الى الشوارع والميادين من اجل عجلة الانتاج ومن اجل تعليم افضل لطلابنا في الجامعات الاخرى والمدارس ايضا، وعدم استغلال العام الدراسي عبر الكوادر الشبابية من الطلاب لعمل فعاليات احتجاجية داخل الجامعات وهو ما يتطلب تداخلا حاسما من الدولة لمنع تحقيق اغراض اثارة البلبلة، كما انه في حال التظاهرات لا يمكن الحديث عن حرية الرأي والتعبير مع كل من يحاول تعطيل الدراسة وانتهاك حرية زملائهم ممن يرفضون التظاهر. اما بالنسبة للجامعات فهي لها حرمة (الحرم الجامعي).. ولا بد ان يعمل الجميع من الطلاب الذين أتوا لتلقي العلم فقط من اجل تنوير العقول وليس من اجل تنوير العجول.. اما بالنسبة للادارة الجامعية وجميع منسوبيها فعليهم مسؤولية كبيرة تجاه تنوير هؤلاء الطلاب.. لان الجميع داخل الحرم الجامعي لديه رسالة لا بد ان يقوم بها من اجل وطن مذدهر بالعقول المستنيرة، وليس ما نراه أو ما نسمعه عبر الفضائيات ايضا من بعض القلة منهم حول الابتزاز والتحرش الجنسي بالطالبات، فماذا لو كانت هذه الطالبة ابنتك او اختك هل ترضى عليها ذلك، فاين انت ايها الاستاذ الجامعي المتحرش من حرمة الحرم الجامعي والتعليم اين انت من الادب ومن الدين فانت صاحب رسالة لا بد ان تتمها على اكمل وجه من ايصال معلومات الادب للطالبات وليس بالتحرش الجنسي، ايها المعلم كن كما قيل عنك: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا. وذلك لتحظى باحترام الطلاب. والجدير بالذكر اننا في زممنا السابق كنا ننتظر العام الدراسي الجديد لنلتقي بعض الاستاذة الافاضل وكذلك زملاء الدراسة من الطلاب ونتبادل التهاني في اداب الاسلام والمحبة فأين نحن الآن. فلا بد ان يكون الحرم الجامعي كما كان له في السابق من احترام ومشاعر فياضة بالحب للجميع فنحن أتينا اليه من اجل العلم فقط والعلم هو رسالة تنويرية لا بد ان تصل الى الجميع لتنير عقل الجهلاء.