يبدو أن العلاقة بين فاروق حسني والنظام هي أشبه ما تكون بما نسمعه في بعض الاغاني من علاقة غير سوية تربط بين العشيق وعشيقه .. والتى تصورها عبارات مثل ( عذبني برضه بحبك ) ( تهجرني برضه بحبك ) كما يلخصها المثل القائل ( ضرب الحبيب زي أكل الزبيب ) !! هذه العلاقة يسميها عالم النفس الالماني الاشهر فرويد ( بالمازوكيه ) وهي علاقة مرضية . بسبب تلذذ المرء فيها بما يلاقيه من تعذيب أو مهانة او احتقار على يد الغير . فكثيراً ما تسبب فاروق حسني في احراج النظام والاساءة اليه . بل يعتبر أكثر وزراء الحكومة احراجا ً للنظام واساءة اليه . ورغم ذلك يعد فاروق حسني أكثر وزراء الحكومة نصيبا ً من تدليل الرئيس وحرمه واكثرهم حظا ً من رضا الباب العالي ! لم تتعرض متاحف مصر وكنوزها الاثرية لما تعرضت له من سرقه ونهب كما حدث في عهد فاروق حسني الذي يفوق حجم ما سرق ونهب من اثار في عهده ما نهب من اثار عراقيه بعد الغزو الامريكي للعراق . ويكفي ان نذكر دليلا ً واحداً على ذلك بعدد القطع الاثريه التي تم ضبطها في قضية واحدة من عشرات القضايا التي تم ضبطها في عهد وزير الثقافة . وهي القضية التي عرفت اعلاميا ً بقضية الاثار الكبرى والتي وصل حجم المضبوطات فيها الي اكثر من خمسين الف قطعه اثريه ! وهو عدد يكفي لاقامة اربعه متاحف على الاقل أو عشرة معارض من كبريات معارض الاثار الدولية واشهرها ! وفى عهده دخل اثنان من مديري مكتبه السجن وهما محمد فوده الذي حكم عليه بخمس سنوات بتهمه الرشوة ، وايمن عبد المنعم الذي حكم عليه بعشر سنوات بتهم فساد مختلفة ! وفي عهده احترق احد أكبر المسارح ببني سويف وراح ضحيته اكثر من خمسين من الفنانين .. واحترق المسرح القومي وهو احد التحف المعمارية الكلاسيكية . واحترق المسافر خانه بالازهر ! وفى عهده تم سرقة عدد من اللوحات النادرة من قصر محمد علي بشبرا الخيمة . وعدد من لوحات اشهر الفنانين بالاوبرا ، وعدد من اللوحات بمتاحف مصر المختلفة . واخرها لوحة زهرة الخشخاش التي تم سرقتها مرتين في عهده ! وفى عهده سرقت اعداد كثيرة من مخازن الاثار التي تحتوي على القطع الاثرية النادرة التي كدسها بتلك المخازن دون ما تستحقه من اهتمام بتامينها وحمايتها من السرقة . أو صيانتها من التلف . وفى عهده اصبحت سرقة الاثار والتحف الفنية تستهوى حتى المبتدئين والهواه وغير اصحاب السوابق نظرا ً لسهوله حملها والخروج بها بعيدا ً عن أعين المقصرين . والمهملين . و المتسيبين . حراسا ً او مسئولين !! وفى عهده اصبحت اثار مصر وتحفها تنافس البضائع والسلع الصينية على الارصفة بعواصم ومدن العالم . واصبح الحصول على قطعة اثريه مصرية اسهل من الحصول على تذكرة مترو في لندن ! ومع ذلك ورغم كل الاخطاء التي وقع فيها عمدا ً او بغير عمد ، والكوارث التي انتجها قصدا ً أو دون قصد ، لا يزال رأس النظام يحتفظ به في موقعه الذي وضعه فيه منذ ما يقرب من نصف قرن فهو أكثر الوزراء بقاء ً في منصبه رغم كونه اكثرهم اهمالا ً وفسادا ً في مهمته بينما كان يكفي واحدة من تلك الاخطاء والكوارث لاقالته من منصبه واسناد المهمه لشخص أخر . ليكون أكثر منه ادراكا ً لمعنى أن يكون وزيرا ً للثقافة في مصر ! حين جاء فاروق حسني الي الحكومة في منصب وزير الثقافة . اذكر أن قيامة المثقفين قامت وقتها اعتراضاً عليه . ولكي يتخلص الدكتور عاطف صدقي من مسئولية المجئ به صرح قائلا ً انه وضع اسم فاروق حسني ضمن خمسة أسماء اخرى رشحها لتولي المنصب . ولكن الرئيس اختاره من بينهم جميعا ً ولم يصرح لنا عاطف صدقي باسماء الاربعة الاخرين الذين يعد فاروق حسني أكثرمنهم كفاءة في نظر الرئيس . ولكنا نسستطيع أن نخمن أنهم كانوا من خريجي مراكز التاهيل المهني ! . حينما كانت الحرب على أشدها بين اديبنا الكبير جمال الغيطاني وفاروق حسني قلت للصديق الغيطاني مداعبا ً لماذ كل هذا الهجوم على وزير الثقافة . هل تريد خلعه من منصبه لتأتي مكانه ؟ . فرد علي جمال بعبارة ذات مغزى قائلا ً : اخس عليك هي دي فكرتك عني ؟ !