لولا تذكري أننا في الشهر الكريم، لضاع رمضان مني وأنا أشاهد برنامج مصر النهاردة، حيث جلست القوي العاملة والهجرة الست عائشة عبدالهادي، وكأنها تجلس في البلكونة ساعة عصاري، تحكي لجاراتها عن أمريكا المفترية ، واسرائيل اللي تتشك في نضرها، كانت الوزيرة تجلس متكومة وقد بان عليها أثر نعيم الوزارة، وعز الاستوزار، حتى أنك للوهلة الأولي ، لا يمكن لك أن تتصور أن من تجلس أمامك، كانت عاملة في يوم من الايام، قبل صعودها في اتحاد عمال مصر. ليس مطلوبا من وزير القوي العاملة أن تعرف في السياسة، طالما تعرف كيف تقبل الأيادي خلسة، لتحميها الأيادي في العلن، لكن المطلوب منها أن تحترم العمال، وتحترم عقلية من يشاهدها خاصة إذا كان البرنامج الذى تشاهد من خلالة يتبع التلفزيون المصري، وكل الأسئلة بالمقاطعات والمداخلات معروفة مسبقا للضيوف، قالوا للوزيرة ستظهري في التلفزيون ففعلت مثل أي ست بيت شاطرة غسلت وشها ولبست حاجة عليها القيمة وكده يعني، دون أن تهتم بما ستقوله للناس، ماذا يعني لها الناس ولا العمال طالما، اللي فوق راضيين، بهذا المنطق ذهبت لتتحدث عن أن الاعتصامات العمالية دليل على الديمقراطية وليست على فشل الدولة فى حماية عمالها، اللهم اني صائم، و أن هناك تيارات سياسية مغرضة هى التى تقف وراء هذه الاعتصامات وتسلط العمال على الإضراب لتحقيق أغراضها فى تحقيق مناخ عدم الاستقرار. بزمتك هل هذه وزيرة مسئولة عن 23 مليون عامل، لتتحدث بمثل هذه السطحية والسذاجة عن أن الاعتصامات ليست دليلا علي فشل الدولة في حماية العمال بل انها دليل على ديمقراطية الدولة، ده على أساس العمال بيقوموا الصبح فايقين فيلموا بعض يعملوا مظاهرة تعبيرا الديمقراطية وبالمرة الشرطة تعبر بدورها عن أزهي عصور الديمقراطية، كلام غريب يصدر من ست بيت بدرجة وزيرة خاصة إذا انتبهنا الى أنها بدأت كلامها باعتراف أن أن أجور العمال فى مصر لا تكفى لمواجهة متطلبات المعيشة ولا توصلهم لحد الكفاف، قائلة، "العمال ليهم حق يشتكوا لأن أجرهم ميكفيش.. إزاى عامل بياخد 300 جنيه فى الشهر يعرف يعيش " أي كلام نصدقة من الوزيرة وأي تصريح نأخذه بجدية، فإذا كان الموضوع ان العمال لا يجدون حد الكفاف فطبيعي جدا أن يتظاهروا قبل أن يموتوا جوعا دون الحاجة الى جهات تحركهم وتقف وراء اعتصاماتهم. لكن كل تصريحات الوزيرة وقبلاتها كوم، وما قالته بشأن اعتصام مجلس الشعب كوم تاني، هل تذكرون منظر العمال وهم يفترشون الأرصفة، معلنين أنه طالما كده كده ميتين، يبقي يموتوا قدام الحكومة، دون أن يتحرك مسئول أو تهتز فيه شعره، من منظر النائمين على الارصفة، وكيف يعانون البرد ،والمرض ، أخيرا تذكرت الوزيرة عائشة عبد الهادي أن العمال الذن اعتصموا أمام مجلس الشعب، لكنها تذكرت فقط لكي تؤنبهم على ما فعلوا، ليس هذا فقط بل أنها قالت أنها لا تشعر بالندم تجاه نوم العمال على رصيف البرلمان فى الاعتصامات، لأنها تعلم أن هذا سيناريو مدبر ومخطط له ولكنها لن تسمح بتكراره مرة أخرى. إذا كانت الوزيرة تخلت ضمن ما تخلت عنه في كرسي الوزارة احساسها بالندم، واستبدلته بحاسة المفتش كرومبو، لتؤكد أنه سيناريو مدبر وكأننا أمام رئيس مباحث يريد تقفيل قضية قبل شهر يوليو، وإذا كانت الوزيرة قد ظهرت عليها أعراض أجاثا كريستي، فما الذي يجعلها متأكدة جدا من قدرتها على عدم السماح به مرة أخري، هل حصلت على فرقة كراتية مثلا، هل تم انتدابها لمباحث أمن الدولة، هل تلقت دورة في فض الاشتباك والتعامل مع الاعتصامات والمظاهرات، ما الذي يجعلها بمثل هذه القوي وهي تتحدي الجميع وتعلن انها لن تسمح بتكرار هذا الأمر، أنا أستغرب جدا ذلك لأن وزير الداخلية نفسه لم يقل ذلك ولم يعلن تحديه للعمال بمثل هذه الصورة، ولم يعلن أي مسئول أمني نيته مواجهة العمال لمنعهم من تكرار الاعتصام أمام مجلس الشعب، ربنا لانهم في النهاية لديهم وعي أن الأمور لا تأتي بمثل هذه السطحية ولا تدار بمثل هذه السذاجه، لكنها معزورة وتحتاج من يعلمها الفرق بين السياسة وبين تقبيل الأيدي، وبين مهمتها في الدفاع عن العمال ورغبتها في الحفاظ على أكل عيشها.