تسود حالة من الغضب بين أعضاء الحزب "الوطني" الراغبين في خوض انتخابات مجلس المقبلة، بسبب القيود المشددة التي يفرضها الحزب عليهم، للحيلولة دون خروجهم على الالتزام الحزبي ومنعهم من الترشح كمستقلين، في حال لم يقع الاختيار عليهم من المجمع الانتخابي، والانتخابات الداخلية التي يعتزم الحزب إجراءها. ولم يخف الأعضاء تذمرهم من التبرعات المالية التي فرضتها الأمانة العامة عليهم، كشرط لقبول ترشحهم في انتخابات تمهيدية، إضافة إلى إلزامهم بالتوقيع على إيصال أمانة بمبلغ 90 ألف جنيه، لاستخدامه كوسيلة ضغط وتهديد على أي منهم إذا ما فكر في خوض الانتخابات كمستقل. غير أن عددًا كبيرًا من أعضاء الحزب أبدوا تحديهم لقراره بحظر الخروج على الالتزام الشعبي وقرروا خوض الانتخابات كمستقلين، ومن بينهم نائب الشورى الأسبق عبد الإله عبد الحميد الذي صرح ل "المصريون" أنه يحضر نفسه لخوض انتخابات الشعب عن دائرة الأزبكية، بعد سقوطه في انتخابات الشورى أمام مرشح الناصري محسن عطية في مفاجأة مدوية فضلاً عن ذلك، عبر عدد من الأعضاء عن استيائهم من حجز مقاعد "ملاكي" لعدد من الوزراء، في الوقت الذي كانوا يطمحون فيه إلى الترشح عن مقاعدهم في دوائرهم الانتخابية، خاصة وأن أمانة التنظيم وعدتهم بأنه سيتم تزكيتهم في انتخابات المجمع، ويأتي على رأس هؤلاء الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير المالية، المرشح عن دائرة المعهد الفني بشبرا الخيمة. وطلب عدد من قيادات "الوطني" الحصول على وظائف في عدد من الوزارات لأبناء دوائرهم، لمساندتهم خلال الانتخابات، لتعزيز حظوظهم في دوائرهم الانتخابية، أسوة بالوزراء المرشحون للمجلس الذين حصلوا على مخصصات مالية وقدموا وعودا بوظائف هامة في وزارتهم، وهو ما يزيد فرص نجاح الوزراء. وشهدت الأيام الماضية منذ فتح باب تلقي طلبات الترشح للانتخابات تقدم عدد كبير من قيادات الحزب، أبرزهم الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية الذي انفردت "المصريون" بأنه سيكون رئيس مجلس الشعب القادم وفقا لتأكيدات قيادات حزبية عليمة. إضافة إلى عدد من الأسماء الأخرى، من بينها الدكتور أحمد جويلي وزير التموين الأسبق بالبحيرة، وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي في بورسعيد، وهاني سرور، وخالد الأسيوطي في الأزبكية، وعبد الحميد عبد الإله الذي خسر انتخابات الشورى الماضية في الأزبكية، وتوفيق عبده إسماعيل وزير السياحة والطيران الأسبق، ومحمود أبو زيد وزير الموارد المالية السابق، ورمزي الشاعر مستشار رئاسة الجمهورية، إضافة إلى هاني أبو ريدة نائب رئيس اتحاد كرة القدم الذي سيترشح عن بورسعيد، ومحمود محيي الدين وزير الاستثمار عن كفر شكر بالقليوبية. وعلمت "المصريون" أن هناك توجهًا داخل الأمانة العامة للحزب لعدم إعادة ترشيح أحمد شوبير عن دائرة طنطا، وأنه سيخوض الانتخابات كمستقل في حال رفض الحزب بشكل نهائي خوضه الانتخابات على قائمته. وتقدم حتى الآن لسحب أوراق الترشيح من أعضاء "الوطني" 7241 عضوا غالبيتهم من الشرقية والبحيرة والقاهرة وسوهاج والجيزة. وقال الدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية في مجلس الشعب ل "المصريون"، إنه سيتم اختيار مرشحي الحزب على "الفرازة، موضحًا أن الحزب يعتمد في عملية اختيار للمرشحين، على أن يكونوا ذوي سمعة طيبة، وأن يكون معروفين بخدماتهم في أوساط الدوائر الانتخابية، ويتمتعون بنزاهة اليد ومحل ثقة في تحمل المسئولية. وأشار إلى أن ذلك يأتي بناءً على طلب الرئيس حسني مبارك بضرورة تطبيق المعايير الأخلاقية في اختيار الانتخابات، وأن يمنح الجميع فرصًا متساوية، لافتًا إلى أن من حق أعضاء الحزب أن يشعروا بالفخر بعضويتهم للحزب الذي لا يدخر جهدا للإصلاح في مصر، على حد تعبيره.