أعلنت فصائل فلسطينية رفضها قبول الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس دعوة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط إلى العودة للمفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي دون شروط, فيما رحبت عدة أطراف دولية بالمفاوضات. واعتبرت عدة فصائل فلسطينية أن ذهاب السلطة الفلسطينية للتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي دون أي شروط مسبقة أو قاعدة تنطلق على أساسها هو مجرد "مضيعة للوقت". وقال رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية: إنه لا فائدة من استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي, مضيفاً أن "الرباعية لم تقدم شيئا يخدم القضية الفلسطينية". وأعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري أن الدعوة إلى العودة للمفاوضات "محاولة جديدة لخداع شعبنا الفلسطيني". وقال أبو زهري: إن هذه الدعوة "لا جدوى منها وتؤدي إلى العودة لنقطة الصفر دون تحقيق أي نتائج"، وأن المفاوضات ما هي إلا "شرعنة للاستيطان وقبول استمراريته". أما حركة الجهاد الإسلامي فأعلنت في بيان لها أن الدعوة إلى المفاوضات "تكريس هيمنة" ودليل على حرص الإدارة الأمريكية على تحقيق مصالح الاحتلال. ومن جهته قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب مصطفى البرغوثي: "إن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون وقف الاستيطان وتحديد مرجعية ملزمة لها سيؤدي إلى فشل أكبر وأخطر مما جرى في كامب ديفد عام 2000". واعتبر أن الحديث عن مفاوضات من دون شروط مسبقة وبدون التزام بالقانون الدولي يعني القبول بالشرط الإسرائيلي دون تحديد آليات ومرجعيات واضحة للتفاوض. وكانت اللجنة الرباعية (أمريكا وروسيا وبريطانيا والأمم المتحدة) دعت أمس الجمعة كلا من السلطة الفلسطينية و الاحتلال الإسرائيلي إلى استئناف المفاوضات المباشرة "دون أي شروط مسبقة". ورحبت كل من سلطة الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي بالدعوة. وجدد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو رفضه لما أسماه "شروطا مسبقة" وضعها الفلسطينيون للعودة إلى المفاوضات، وعبر عن سعادته "بالتوضيح الأمريكي بأن المفاوضات ستكون بدون شروط مسبقة". من ناحية أخرى, عبّرت كل من فرنسا وإيطاليا والولاياتالمتحدة وبريطانيا عن ترحيبها بدعوة اللجنة الرباعية والولاياتالمتحدةالأمريكية إلى استئناف المفاوضات. واعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني هذه الدعوة "تطورا إيجابيا بالغ الأهمية"، معربا عن أمله في أن يكون الفلسطينيون والإسرائيليون "على استعداد لتحمل مسؤولياتهم المهمة لمواجهة وتجاوز العقد المفصلية في المفاوضات، وصولا إلى سلام دائم على أساس مبدأ الدولتين والشعبين". ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن فراتيني قوله: إنه يثمن "مثابرة الإدارة الأمريكية ومبعوثها لعملية السلام في الشرق الأوسط السناتور جورج ميتشل تجاه دفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات". أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقال في بيان له: إنه دائما ما كان يحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية- المنتهية ولايته- محمود عباس على الحوار، مؤكدا اعتزام بلاده "التعاون مع شركائها الأوروبيين لدعم عملية السلام الجديدة". وأشار بيان الرئيس الفرنسي إلى أنه سيتم التفكير في عقد مؤتمر للدول المانحة لإعمار الدولة الفلسطينية المقبلة، وذلك حال حدوث تقدم ملموس في المحادثات. وبدورها اعتبرت بريطانيا الانتقال من المفاوضات غير المباشرة التي كانت ترعاها الولاياتالمتحدة منذ مايو الماضي إلى مفاوضات مباشرة "خطوة شجاعة", حسب تعبيرها. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: إنه يرحب "أشد ترحيب" بقرار الانتقال إلى إجراء محادثات مباشرة، مضيفا أن حل الدولتين هو "الأمل الوحيد للتوصل إلى سلام وأمن دائمين"، ودعا كافة الأطراف إلى "الكف عن أي نشاطات قد تؤدي لتقويض المفاوضات". وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أنه يعقد "أملا كبيرا" على هذه المفاوضات المباشرة، حسب ما صرح به جون برنان، مستشار الرئيس الأمريكي. أما المبعوث الأمريكي للمنطقة جورج ميتشل فقال: إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بمطالبتها السابقة لإسرائيل بالتوقف عن بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة، مضيفاً "نتوقع أن يسهم الجانبان في تهيئة أجواء تفضي إلى مفاوضات". وأوضح أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم "مقترحات للتقريب" بين الجانبين كلما دعت الضرورة خلال المفاوضات"، لكن الأمر –حسب تعبيره- "يعود في نهاية المطاف إلى المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق".