وحيد حامد أخذته "الجلالة" هذه الأيام ، وما من ندوة يدعى إليها وهي قليلة - إلا و"يلطّش" في الإعلام والأمن ، ويتهم الأول بأنه "عميل" للثاني ، رغم أن حامد .. الكاتب والسيناريست ونجم الأفلام "الهابطة" ، كان ثمرة هذه العلاقة "الآثمة" بين الإعلام والأمن !. لماذا تغير حامد ؟!... ولم يعد الإعلام والأمن في مصر ... كما كانا أحب إليه من صاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه؟!. يبدو لي أن الرجل يريد من هذه "الشوشرة" التي ما انفك يثيرها حول من لهما الفضل في "تسمين" موهبته الضحلة وحقنها ب"السليكون" ، وإخضاعها لعمليات تجميل إعلامي وبمساندة أمنية ، لتبدو وكأنها موهبة "طبيعية" من عند رب العباد ، وليست "أمنية" من عند الأسياد .. يبدو لي أنه يأمل في أن يعيد غسل "ماضيه" الفني الذي كان ثمرة علاقة غير شرعية بين الطرفين . وحيد حامد يريد بعد هذا التاريخ الطويل في خدمة "الأسياد" .. أن يتطهر من ماضيه ، وهو شئ بالتأكيد محمود .. فالتوبة بابها يظل مشرّعا للعبد ما لم "يغرغر" ، كما أن الأعمال بخواتيمها . غير أن الرجل لم تكن رغبته من قبيل "التوبة النصوح" .. وإنما نكاية فيمن تخلوا عنه بعد هذا العمر الطويل في خدمتهم ، على طريقة "يا رايح .. كتر من الفضايح" !. فضلا عن أن من شروط التوبة "المقبولة" ، أن يبدي التائب ندمه على ما ارتكب من "موبقات" .. وأن يراها على حقيقتها "قبيحة" في عينه وقلبه ولا يتمنى الرجوع إليها أبدا . وحيد .. الذي فقد اعز سند وظهير الإعلام والأمن لا يزال يأمل في أن يرق حال الاثنين لحاله "البائس" الآن .. أو يعترفان مجدداً بجميله .. أو على الأقل لا ينكران "نسبه" الفني لهما .. إذ ما زالت أفلامه ، سيما ما تعلق منها بقضايا العنف السياسي والإرهاب .. تحمل ذات "جيناتهما" الوراثية . والرجل في هذا الصدد ما انفك يشهر بالإسلاميين وب"الإرهاب" الإسلامي ، رغم أن كلامه تجاوزه الزمن والتطورات والتغيرات التي طرأت على مصر خلال العقد الأخير . وهذا الوعي "الطفولي" ، هو جزء من مشكلة نتاجه الفني مع أبويه الأصليين "الإعلام والأمن" ... إذ لم يدرك حامد أن دوره انتهى ، ولم يعد أبواه بحاجة إلى نتاجه الذي تكلّس عند عهود العنف السياسي المتبادل بين الجماعات الإسلامية والسلطة.. ومع ذلك وللإنصاف ، يبدو لي أنه ربما يكون قد اكتشف مؤخرا أن بضاعته القديمة باتت منتهية الصلاحية ، قد تؤذي ما أنجزه الأمن ولا تفيده ... ولعل هذا الشعور قد حمل حامد على أن يبرق رسالة إلى "لاظوغلي" تفيد أنه لا يزال يحتفظ في جعبته بالكثير ، إذ شن هجوما عنيفا على الدعاة الجدد! ... وبتأمل بعض المفردات التي وردت على لسانه ، بدا لي أن الرجل - فعلا يستمسك - بالمثل القائل من "ترك قديمه تاه " !. ورغم أنه لا يزال متعلقا ب"قديمه" إلا أنه لم "يتوه" فقط ، بل ضل طريقه ضلالا بعيدا .. إذ أن الدعاة الجدد لهم من الشعبية ما يعصمهم من نجاح أي فيلم يعتمد على الإسفاف والكذب والابتذال في نقدهم ... يعني "المتعوس متعوس ، ولو وضعوا على رأسه فانوس " .. ولا عزاء لسيناريست "الإرهاب". [email protected]