في مثل هذا الشهر منذ ما يزيد عن ثلث قرن سطَر الشعب المصري كله وليس الجيش المصري فقط صفحة مضيئة ورائعة في عصره الحديث مؤكدا علي أنه إذا أراد شيئا فلابد أن يأتي القدر ليقدم فروض الولاء والطاعة والتنفيذ, كما ذكر شاعر العروبة الكبير أبو القاسم الشابى, "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر" وتعتبر هذه الصفحة هي أكثر الصفحات إضاءة في النصف الثاني من القرن الماضي, حيث قامت قواتنا المسلحة وبقرار شجاع من الرئيس الراحل أنور السادات رحمه الله بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف المنيع وتلقين الجيش الإسرائيلي الذي ألبسه نصر حرب يونيو لعام 1967 لباس الصلف والغرور درسا لن ينساه حتى تنتهي دولتهم في اقرب وقت بإذن الله وبعملنا الجاد من أجل ذلك, والدرس لم يكن لجيش العدو فقط ولكن كان للقادة السياسية والعسكرية وللكيان المغتصب كله بما أصابهم بزلزال من فصيلة تسونامى فارتجت الأرض من تحت أقدامهم وفقدوا صوابهم ولولا دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية في المعركة لحسابات سياسية بإرسال الإمدادات بصورة غير مسبوقة لحدث الانهيار الكامل للمستعمر الغاصب. إن نصر أكتوبر أو رمضان لم يأت صدفة, فالنصر عادة ما يذهب لمن يستحق, وفي هذا الشهر كان لدينا حداد لصناعة السيوف كما طلب الراحل نزار قباني بعد نكسة يونيو, حيث أنه كتب في قصيدته الأشهر "هوامش علي دفتر النكسة" بأنه لا يوجد لدينا حداد يصنع السيوف فكانت الهزيمة ولكن لم يكن الانكسار. إن سجل الأبطال في هذه الحرب المجيدة ذاخر بالكثير والكثير من الذين كتبوا صفحات النصر بمداد من الدم والجهد والعرق والعزيمة والإصرار سأذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الشهيد عبد المنعم رياض وإبراهيم عبد التواب وإبراهيم الرفاعى وعبد العاطي صائد الدبابات والشهيد عادل القرش ورفعت الزعفراني ومحمد صادق وعلي نصر ومحسن صالح وعصام الدالي ومحي نوح وأسامه ياقوت وحسين القصاص وأسامه حمدي وإيهاب مرسي وسمير فريد وحسن فهمي وغيرهم من الأبطال والشهداء من الذين لا يتسع المقام لذكرهم. قال اللواء عبد الجابر أحمد علي أحد أبطال نصر أكتوبر بأن صحاب النصر في هذه الحرب هو الشعب المصري الذي ضحي بكل نفيس لبناء الجيش بعد هزيمة يونيو وقدم الآباء والأمهات أولادهم عن طيب خاطر قربانا للوطن ولثراه الطاهر, وأردف اللواء عبد الجابر بأن صاحب النصر هو الجندي الذي قاتل واستشهد, هذا الجندي الذي حمل بندقية بيده وحمل روحه علي كفه وذهب إلي المعركة وهو علي يقين بأن العدو أكثر عتادا وبان سلاحه أكثر تقدما, ولكنه لم يبخل بروحه ودمه من أجل الحفاظ علي تراب هذا البلد, لكنه لم يكن يدري بأن تراب هذا البلد وعرضه سوف يباع في سوق النخاسة لعصابة من مصاصي الدماء بأبخس الأثمان ليسرقوا أموال البنوك ويقيموا عليها منتجعات ليست لشعب مصر الكادح ولكن لمجموعة أخري من محدثي النعمة الذين كونوا ثروات لا يدري احد هويتها أو مصدرها, هذه القصور والفيلات تم بنائها بذات الرمل المختلط بدم الشهداء. مصر إلي أين؟؟؟؟ إن لم نقدم أنفسنا كجيل أكتوبري جديد قربانا لمصر كي نحررها من جديد فإن المصير الذي ينتظرنا جميعا لن يكون جيدا. ملاحظة، تم كتابة هذا المقال قبل ثورة يناير بأكثر من عام، تٌري هل فعلا قدمت مصر جيل اكتوبري جديد كي تنهض وتتحرر أم لا؟ الاجابة لك عزيزي القارئ . وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.