رصد مؤشر الديمقراطية الصادر عن المركز التنموي الدولي ، 969 حالة إحتجاج خلال شهر سبتمبر من العام الحالي، بمتوسط 32 إحتجاج يوميا و 8 إحتجاجات كل 6 ساعات، في مشهد يثبت صحة العديد من الإفتراضات الخاصة بطبيعة الصراع السياسي الحالي، و المطالب الخاصة بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية في مصر، في إطار متابعاته لحالة الحراك الإحتجاجي المصري . كما أوضح التقرير أن 80 % من الاحتجاجات جاءت لأسباب سياسية ، وأن المحتجون ينتهجون 22 وسيلة احتجاجية خلال الشهر الماضى . ورصد التقرير تراجع احتجاجات الحق فى العمل فرصة يجب اغتنامها ، وطالب بإقالة محافظ البحيرة لاعتدائه على العاملين . وأوضح التقرير أن الطلاب ثانى أكثر الفئات المحتجة ووسيلة الاخوان لاشعال الشارع الاحتجاجى ، وأن الخدمات والمرافق ستكون المحرك الأول للاحتجاج خلال الفترة القادمة وأشار التقرير الى " أن جماعة الإخوان المسلمين توظف أغلب جهودها في بناء جبهة معارضة تبدو في ظاهرها ضخمة و واسعة التأثير والإنشار بحيث تعكس للرأى العام المحلي و الدولي رأيا عاما منتفضا كبديل عن كونها جماعة تحتج من أجل العودة للسلطة أو الحصول على دور فاعل في المستقبل " الأمر الذي بات من الوضوح ما يكفي لأن يلحظه الجميع لكن مجرد معرفة الكثيرون بطبيعة هذه السياسة هو في حد ذاته سببا وجيها لإضعافها بحسب ما ذكرت وكالة "أونا". وأضاف ان مؤسسات الحكم في الدولة مدعومة بتأييد الغالبية العظمي من المواطنين ، لكن بين رغبة تلك الدولة في القضاء السريع على كافة نفوذ الإخوان و شركائهم و خاصة المسلحين ، وبين التأييد الشعبي العاطفي الشديد تكمن الإشكالية الكبري ؛ حيث تستخدم الدولة مبدأ القوة في التعامل مع الإحتجاجات الخاصة بالجماعة في حين يشاطرها تلك القوة الأهالي و المواطنين بالهجوم على تجمعات الإخوان الإحتجاجية أو الإشتباك معهم بشكل يعطي للجماعة أروع فرصة في أن تظهر بأنها فصيل لا يزال منظما و قادرا على تحريك الشارع المصري و قادرا على هز كيان الدولة التي أسماها دولة الإنقلاب – هكذا يجد الإخوان في تصرفات الدولة والمواطنين مناخا خصبا لإنجاح سياستهم و تحقيق المطلوب منها فيقومون بالإستمرار فيها و الدعوات بأن تنتهج الحكومة المصرية والشعب كافة أنواع العنف ضدهم و تستمر الدائرة المغلقة . رصد المؤشر متوسط إحتجاجات يقدر ب 32 إحتجاجا يوميا ، ولاحظ المؤشر أن أيام 6-13-20-22-24-27-29 أغسطس هي أكثر أيام الشهر إحتجاجا ، لكن وبجانب الزخم الإحتجاجي بتلك الأيام إلا أنها عكست مؤشرا هاما مفاداه أن جماعة الإخوان بصفتها القائم الأول والمتعهد الأساسي لإحتجاجات الشهر قد إستخدمت أيام وصلوات الجمعة لتنفيذ كم إحتجاجات عددي مستغلة الأعداد المتجمعة بصلاة الجمعة لكن المدقق سوف يرى تراجعا عدديا ملحوظا في قدرتهم التنظيمية لتلك التجمعات ؛ حيث شهدت الجمعة الأولى من الشهر 68 إحتجاجا و تناقصت ل 60 إحتجاج بالثانية و 49 إحتجاج بالثالثة بشكل يعكس تراجعا تنظيميا كبيرا في قدرة الإخوان على تنظيم المظاهرات أيام الجمعة. ورصد التقرير تحول الإخوان نحو الإستعانة بالطلاب من كافة مراحل التعليم و أولياء الأمور في بعض الوقت لتعويض إنخفاض القدرة في التنظيم الإحتجاجي ، و محاولة فتح جبهات إحتجاجية جديدة وبمواقع إستراتيجية هامة كالمدارس والجامعات والمعاهد الدينية و هو ما عكسته أعداد الإحتجاجات في الأسبوع الدراسي الأول لطلاب الجامعات و الأخير بشهر سبتمبر ؛ حيث شهدت العشرة أيام الأخيرة من الشهر 415 إحتجاج بنسبة 42% من إحتجاجات الشهر و بتضاعف عن العشرة أيام التي تسبقها ، و هو ما يشير أن الإحتجاجات الطلابية كانت بمثابة المخلص للإخوان من الوقوع في حالة من الركود الإحتجاجي و تلاشي التواجد بالشارع .