عاد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية صباح الأحد إلى القاهرة بعد رحلة علاجية بالولايات المتحدة أجرى خلالها فحوصات طبية، استمرت ثلاثة أسابيع. ووصل البابا إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في تمام العاشرة صباحًا، حيث كان في استقباله وفد من الأساقفة، من بينهم الأنبا أغاثون أسقف مغاغة الذي لم يعتد الحضور لاستقبال البابا عند عودته من رحلاته العلاجية السابقة. وبدا البابا شاحب الوجه وهو يلوح بيده لحوالي مائتي شخص كانوا في استقباله في فناء الكاتدرائية، قبل أن يدخل بصحبة سكرتاريته الخاصة إلى المقر البابوي ويستدعي الأنبا أغاثون، حيث جلس معه جلسة طويلة استمرت قرابة الساعتين دارت حول الأزمة المتعلقة ببناء مطرانية جديدة للأقباط في مغاغة. وقال أحد أساقفة سكرتارية البابا الذي حضر اللقاء "المغلق" ل "المصريون"، إن البابا أبدى سخطًا شديدًا على اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا، استنادًا إلى ما نقله أسقف مغاغة حول تفاصيل الأزمة، ووصفه إياه بأنه محافظ طائفي يضطهد الأقباط ويعطل بناء المطرانية الجديدة في الوقت الذي افتتح فيه مسجدًا جديدًا بمغاغة مؤخرًا، وطمأنه البابا، قائلا: لا تقلق المطرانية الجديدة "هتتبني غصبًا عن عين أي حد"، ووعده بأن ينتهي الأمر في غضون هذا الأسبوع. من جانب آخر، أكد الأسقف – الذي طلب من "المصريون" عدم نشر اسمه- أن البابا لن يقدم تداوس سمعان كاهن مار جرجس بدير مواس، أو الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس اللذين دعيا الأقباط إلى التظاهر احتجاجًا على اختفاء زوجة الأول – كاميليا شحاتة- بزعم أنها تعرضت للاختطاف على يد مسلمين، قبل أن تعثر عليها أجهزة الأمن وتسلمها إلى الكنيسة التي تتحفظ عليها حتى الآن. وبرر موقف البابا بأنه لا يريد أن يثير الرأي العام القبطي ضده، وهو ما انفردت "المصريون" بنشره أمس الأول، حيث أكدت أن هناك دعوات داخل الكنيسة تطالب بضرورة فرض عقوبة كنسية علي الزوج للإيحاء للدولة برفضه لسياسة التهييج التي اتبعها – وهو ما يميل إليه الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس – إلا أن البابا يرى أن عقاب الكاهن دون الأسقف الذي حشد المظاهرات – بعلم البابا – للتظاهر بالكاتدرائية ربما يضعه في حرج، ولذا فلن يقدم على تلك الخطوة.