أعلم أن العنوان قد يكون جاذبا لقطاع عريض من أصحاب الفضول، وأصحاب الافكار الخاصة أيضا لقراءة هذا المقال، ولكن بعد أن يفرغ هذا أو ذاك من قراءة المقدمة سوف يصاب بخيبة الأمل وسيصب جام غضبه وربما لعناته وسبابه علي العبد الفقير إلي الله، حيث أنه لن يجد ضالته التي كان يبحث عنها، نعم من يبايعني علي الشهادة، ولكن أي صنف من الشهادة أعني!! الشهادة التي أعنيها هي الشهادة بأن مصر هي الباقية وكلنا زائلون، من يبايعني علي شهادة الحق بأن مصر في حاجة إلي جهود كافة أبنائها الشرفاء والمخلصين والمتعلمين والمدربين والمقاتلين من أجل رفعة هذا الوطن الذي ينتظر منا الأفضل والأجود في التعليم والإنتاج, وليس المتاجرة بأحلام البسطاء ودغدغة مشاعر المهمشين والمغيبين أيضا، من يبايعني علي أن الشهادة العلمية الخاصة به وهي التي ستفتح له ابواب الرزق والعمل وتحقيق الذات، فالتعليم هو المفتاح السحري وكلمة السر في تحقيق الأهداف مهما كانت صعوبتها، فحيثما وجد التعليم الجيد ووجدت الإدارة الرشيدة وجدت الحلول وتحققت المصلحة والمصالحة، وأينما وجدث المصلحة فثم وجه الله، وأينما وجد الصلح وجد الخير، وأينما وجد الجهل والعوز سهلت السيطرة والمتاجرة بأقوات الناس وبعذاباتهم، من يبايعني علي الشهادة بأن الله خلقنا لنعمر الأرض ونكون خلفاء له لنقيم العدل وهو العادل والحق وهو الحق، والخير والجمال وهما من صفاته السرمدية، لا أن يزهق بعضنا أروح بعض لإختلافنا في تفسيرات وقناعات ملتبسة، فبني بعضنا رؤيته وحزم أمره وإتخذ قراراته بالتخلص من الخائن أو الكافر أو العميل، قال تعالي"من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا" سورة المائدة 32 طريق التقدم واضح وجلي ولا لبس فيه ولا يحتاج إلي مجادلة ومراء والإبطاء في سلكه ومن الآن، يوسع الهوة بيننا وبين الأمم التي سبقتنا في هذا الشأن، فشتان الفرق بين الكلام والفعل، بين حب الوطن والمتاجرة بكلام الحب، فالحب ليس كلمة تقال ولكنه ممارسة وأفعال، وشتان بين إحمرار العيون من السهر والإرهاق من كثرة العمل وبين الهالات السوداء حول العيون من كثرة الشرب واللهو والعبث، شتان الفرق بين الشكوي من التعب والكلال من فرط الشغل، والتعب والشكوي من الفراغ وإنقضاء العمر بين الزار والطاولة والدمينو والنعاس (مع الإعتذار لشاعرنا الكبير المرحوم نزار قباني) شتان الفارق بين الأيادي الخشنة التي لا تمسها النار وبين الأيادي الناعمة التي تتقن فنون التزوير والنصب والتدليس. أوقن أن في مصر مئات الألاف من الشرفاء المؤهلين لتولي مناصب إدارية عليا ويستطيعون أن يصنعون الفوارق والنقلات النوعية لصالح هذا الوطن، وينتقلوا بالبلد من مستنقع التخلف والفساد والإفساد إلي فضاء أرحب من التحرر والتقدم الذي نستحقه، ومئات الالاف هؤلاء ليسوا مقصورين علي فصيل بعينه أو جنس وعرق بذاته، وقصر الشرف والأمانة علي فصيل واحد دون باقي أبناء الوطن يعد دربا من دروب الهطل، هؤلاء الشرفاء والمؤهلين هم نبت ارضنا الطيبة من الصعيد والنوبة والدلتا والواحات والريف والمدن، شباب ونساء ورجال، مسلمين ومسيحيين، ليبراليين وقوميين واسلاميين ويساريين، ويجب أن يكون الحكم بين هؤلاء جميعا ومعيار المفاضلة بينهم لشغل أي وظيفة هو الكفاءة والقانون فقط وليس الولاء أو الإنتماء لحزب أو فصيل بعينه. والتقدم العلمي والتكنولوجي ليس بالمستحيل، ولنا في الامم التي سبقتنا القدوة والمثل، والامثلة كثيرة وماثلة للاشهاد، فلتركيا وماليزيا، وكوريا الجنوبية تجارب جديرة بالدراسة والإقتداء بها، وسبق أن سجلت التجربة الكورية وكيفية تحولها من مجرد دولة من دول العالم النامي إلي دولة عصرية حديثة مسلحة بسلاح الإصرار والعلم والعدل، في كتاب تحت عنوان "كوريا تكشف عن ساقيها" مازال هذا الكتاب يبحث عن ناشر ليري النور بعد تململه من حبسه في الهارد ديسكات، نعم أعلم أن الأمور ليست بالسهولة التي يتصورها وينظر لها البعض، وايضا ليست بالمستحيلة كما يتوقع البعض الآخر من فاقدي الأمل والقدرة علي الحلم، المهم أن نبدأ، ولكي نبدأ لابد من وجود رؤية واضحة ومحددة بعدها يتم تحديد الاهداف بدقة، ثم يتم وضع الخطط اللازمة لتنفيذ الاهداف، ثم يتم تحديد ورصد الوسائل والآليات اللازمة لتفيذ الخطط، ويتم المراجعة من حين لآخر كي يتم التأكد من أن الخطط تنفذ كما كان مرسوما لها، ولكن قبل هذا وذاك يجب أن نخلص النوايا لله وللوطن وأن نتفق علي أننا نعيش تحت مظلة وطن واحد وليس لأي منا وطن بديل، وإن لم يكن لدينا من لا يعرف في مجال ما يمكن أن نجلب من الخارج من يعرف كي يصنع لنا ما نريد أو يعلمنا كيف نصنع ذلك كما فعلت دول الخليج بدون حساسية ودون أن تأخذنا العزة بالإثم، في النهاية من يبايعني علي الشهادة بأننا نستطيع، فقط إذا خلصت النوايا.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية د. منتصر دويدار عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.