محمود موسي هي صاحبة الإحساس الرفيع والأداء المتميز بلانزاع, ويشهد عليها تاريخها المشرف في فن التمثيل بأنها صارت عنوانا للبهجة ومبعثا للسعادة. ورغم معاناتها في رحلة الحياة استطاعت أن تكون مرادفا للانسانية والحس الوطني الرهيف بفطرتها الطيبة, وابتسامتها المشرقة الواثقة التي تصاحبها أينما ذهبت لتمثل مصر في أكبر وأهم التظاهرات الفنية العربية والعالمية. عبرمشوارها الفني الذي يمتد لأكثر من ربع قرن قدمت العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية التي ساهمت في إثراء الوجدان المصري علي جناح الأداء الصادق والمتفرد, وهو ما جعلها تحمل لقب' فنانة مشرقة' بجدارة, وبما تملك من موهبة وثقافة وحضور وحب راسخ في قلوب الملايين من عشاق فنها الرفيع. إنها' يسرا' الفنانة الكبيرة- قامة ومقاما- والفائزة في استفتاء الأهرام الكبير كنجمة لدراما رمضان عام2012 عن مسلسلها' شربات لوز' والذي منحها شهادة حب الجمهور, وتقول عنه أنه نابع من حب الله في المقام الأول والأخير, ولذا فهي تعتبره تكريم لرسالة الفن التي تحملها علي كتفيها, بل هو أفضل ما في هذه الحياة علي الإطلاق, فليس أجمل من أن يحبك الناس وتكون نجمه المفضل. يسرا بسعادة وفرح كبيرين تحدثت للأهرام قائلة: الحمد لله وكل الشكر للجمهور الرائع الذي يساندني ويدعمني دائما, وهذا التقدير أراه كبيرا لأنه يأتي من مؤسسة الأهرام العريقة, وفرحتي اليوم كبيرة بهذا الاختيار, لأنه تأكيد واضح وصريح بأن الشعب المصري سيظل عاشقا للفن, والناس بفطرتها الطبيعية تدرك قيمة الفنون وتأثيرها في نفوسهم, فالفن كان وسيظل مرآه الشعوب, والبلاد المتحضرة تكون بفنونها وثقافتها وعلمها الذي يصنع تلك الحضارة. وعن رؤيتها لمشهد للسياسي في مصر حاليا قالت: تابعت بشغف نتائج مجريات الأحداث السياسية وآخرها الاستفتاء علي الدستور, وللعلم الشعب فإن المصري ليس فقط من قالوا نعم ووافقوا علي هذا الدستور, بل هناك90 مليون لم يجتمعوا علي كلمة واحدة, وهذا الدستور الذي تم تمريرة لا يليق بالشعب المصري من وجهة نظري, وهناك عشرات الأسباب التي تجعلني أقول' لا للدستور', كما أن ما حدث من عنف وقتل وحرق وتهديد لحياة الناس هي أفعال لا تليق باسم مصر التي كانت دائما عنوانا للأمن والآمان, وهل الرأي الآخر يواجه بالقتل أو الشروع فيه, ليست هذه مصرالطيبة التي نعرفعها ونعشق ترابها وحضارتها التي علمت البشرية معاني الحب والتسامح منذ فجر التاريخ. وعن رؤيتها للمشهد الاعلامي تقول: أري أن المشهد الإعلامي به عدد كبير ممن يحاربون من أجل إظهار كلمة الحق, وكثير من هؤلاء الإعلاميون الآن هم في صدارة الصفوف التي تعمل لمصلحة الوطن ولايصح تهديد البعض منهم بالقتل أو الحبس باسم الحرية. وأضافت يسرا: أقول للمتتشددين علي الفضائيات: نحن نؤمن بالله سبحانه وتعالي, وحده لا شريك له, فهو الرحمن الرحيم التواب, والإسلام دين الأخلاق والتسامح, وأرض الكنانة عبر تاريخها عاش فيها شيوخ أجلاء أفاضل ومنهم الشيخ' محمد عبده والشيخ الشعراوي' وغيرهما من فقهاء علموا الناس معني التسامح وجوهرالاخلاق, والمسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده, وأتألم كثيرا لمن يقومون بتقسيم الأمة المصرية وتفريق شعبها العظيم. وعن المشهد الذي تتمني أن تراه في مصر تقول يسرا: أتمني أن أعيش بحرية آمنة مطمئنة في وطني صانع الحضارة والتاريخ, بعيدا عن حالة الخوف والرعب التينعيشها حاليا, كما أتمني أن يدرك الجميع أن الوطن أكبر من أي فصيل أو سلطة, ولايمكن لأحد أن يفرض وصاية علي الشعب, ومن هنا لابد أن يكون هدفنا في هذه المرحلة القادمة هو العمل علي اصلاح مصر, وأن ينسي كل منا نفسه من أجل مصر الواحدة الموحدة بمسلميها ومسيحيها. وتؤكد يسرا علي أنها تنتمي لمصر وتراب مصر وليس لفئة بعينها, فلا شعارات ولا أحزاب في قاموس حياتها لأن حبها لمصر كوطن يعلو فوق كل انتماء, وتتمني علي الجميع أن يجعلوا مصر نصب أعينهم مرفوعة الرأس بالعمل والتسامح والحب, لانها كبيرة وستظل بشعبها المتسامح, ووعدنا الحق لوطننا يتطلب أن نبتعد عن صراعات المناصب فالشعب المصري يستحق أن يعيش في حرية وأمان وعدالة وكلها مفاهيم مستمدة من ثورته العظيمة في25 يناير. وأخيرا أدعو مع الجميع لوطني قائلة: يارب أبعد عنا رياح الفتنه وأنر بصيرة شعبنا بالحق والعدل, فعدلك ياذا الجلال والإكرام هو أساس الملك, يارب احفظ مصر من شر الجهل والانقسام, ومن ضعف النفوس التي لاتريد خيرا لهذه الأرض الطيبة.