انتقد تقرير صدر عن الجيش الأمريكي القادة العسكريين بسبب تجاهلهم مشاكل الصحة العقلية التي يعاني منها الجنود الأمريكيين, مشيراً إلي أن ذلك هو السبب في ارتفاع حالات الانتحار بين الجنود. وحاول التقرير ألّا يرجع سبب الارتفاع الملحوظ لمعدل الانتحار بين الجنود إلى الضغط المتكرر منذ عقد لإرسالهم إلى احتلال العراق أو أفغانستان وتصدى المقاومة في هذه البلاد لهم، مشيراً إلى أن كون 79 % ممن انتحروا كانوا أرسلوا مرة واحدة إلى هناك أو لم يذهبوا أبداً. وقال نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال بيتر تشيارلي الخميس الماضي: "بالنسبة لنا فإن إلقاء اللوم في هذا الموضوع على الحرب فقط يعد أمرا خاطئا.. وهذا ما نحاول أن لا نفعله هنا." وأشار تشيارلي إلى أن 60% من الجنود المنتحرين قاموا بذلك خلال أول سنة من تطوعهم العسكري، وأن غالبيتهم بين 18 و20 عاماً. وألقى التقرير اللوم في جزء كبير منه على القادة العسكريين الذين فشلوا في ملاحظة، أو لم يولوا أهمية للسلوك الخطير بين الجنود. وأشار التقرير إلى أن هناك حالات لم يتم العثور فيها على جثث الجنود المنتحرين إلا بعد 3 أو 4 أسابيع. وقد اقترح التقرير توصيات وحلول بينها فحص الصحة العقلية للجنود وإنشاء مراكز لذلك في كل المقرات العسكرية وتعيين مستشارين متخصصين في الصحة السلوكية. يذكر أن عدد المنتحرين في الجيش الأمريكي ارتفع إلى رقم قياسي في يونيو الماضي ليصل إلى 32 حالة. وقد انتحر في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 80 جندياً، مقابل 88 جندياً خلال الفترة عينها من العام الماضي. وفي عام 2009 تجاوزت نسبة المنتحرين في الجيش نسبة المنتحرين المدنيين في الولاياتالمتحدة للمرة الأولى منذ عقود.