خالد يوسف: "مصر ليست جزء من الأمة الإسلامية". كان الحديث فيالماضي القريب عن هوية الدولة المصرية شيء من العبث بالنسبة لكثير من المصريين ممن يدعون دائما أن التيار الإسلامي ليس أكثر تدينا منهم و أنهم ليسوا بكفره و أنهم مثل جميع المصريين متدينين غيورين على الدين و حريصين على رفعة راية الإسلام في كل زمان و مكان. أين هؤلاء الآن مما يحدث للإسلام؟!!. أين هؤلاء الآن مما يحدث لإخوانهم من المسلمين؟!!. لماذا جعلنا الأخ بمثابة العدو و جعلنا العدو بمثابة الجار الذى يجب أن نعامله كما أمرنا رسولنا الكريم بعيدا عن كونه قد اغتصب أرضنا و سفك دمائنا و قضى على الأخضر و اليابس لعقود طويلة؟!!. لقد أصبحنا نعانى من ازدواجيه رهيبة في المعايير خاصة فيما يتعلق بديننا فأصبحنا نخاف على شركاء الوطن و مشاعرهم و حقوقهم و أمنهم حتى قبل أن ننتصر لأنفسنا و لإخواننا الذين يشتركون معنا في العقيدة. انا لا أنكر الأولى بل إنها حقا لو وجدت في مجتمع لكانت مثالا يحتذى به في التعايش السلمى بين كافة أطراف المجتمع و لكنى أتحدث عن الأخرى التي أصبحنا نراها بلا قيمه و بلا معنى و لن تجعل منك بطلا في نظر المجتمع. من سيتحدث في الإعلام عن مسلم ينصر أخوه المسلم و يساعده و يقف بجانبه ظالما أو مظلوما إتباعا لحديث رسولنا الكريم "انصر أخاك ظالما او مظلوما". إذا كانت الحرب ليست ضد الإسلام فلماذا اصبحنا نرى هذا الكم من التعسف ضد كل من ينتمى للتيار الإسلامي؟!!. لم يعد الملتحي يأمن على نفسه مع أن غيرنا لو فعلها من باب الموضة أو من باب المحاكاة لبعض مشاهير الغرب لأطلقنا عليها حرية شخصية و لوصفنا المعتدى بالشخص العنصري الذى لا يراعى الحريات الشخصية لأفراد المجتمع. إذا كانت الحرب ليست ضد الإسلام فلماذا لا ينص دستورنا على ان مصر قلب الأمه الإسلامية النابض الذى يشع العلم و النور لكل أنحاء العالم الإسلامي؟!!. إذا كنا لا نعترف بمصر جزءا من الدولة الإسلامية فلا يجب أن نتحدث إطلاقا عن الازهر و دوره في نشر الإسلام و ووساطته و أنه منبر لكل العالم ليتعلم منه كيف تكون وسطية الإسلام. ببساطه شديدة, كيف نتفاخر بالأزهر مع أننا لا نعترف بأننا جزء من الأمه الإسلامية. إذا كانت الحرب ليست ضد الإسلام فلماذا دائما تتلازم كلمتي التطرف و التشدد و الإرهاب مع كل مسلم ملتحى؟!!. عندما أباد هتلر اليهود لم يكن مسلما في يوم من الأيام, و أطراف الحرب العالمية الأولى و الثانية لم يكونوا مسلمين. الجزائر بلد المليون شهيد ليست جزءاً من أوروبا و لا تتبع الولاياتالمتحدة جغرافياً بل إنها جزء أصيل من أمتنا العربية و الإسلامية. المسلمون هم الطرف الضعيف الذى يسقط منه الضحايا طوال تاريخنا المعاصر بداية من البوسنه و افغانستان و العراق و ليبيا و مالي و سوريا مع وجود فلسطين في المقدمة دائما. إذا كانت الحرب ليست ضد الإسلام فلماذا لا يتوانى الكثير من الشعب المصري عن الإفتاء في الدين بغير علم و لا سند؟. لماذا جعلنا الحلال و الحرام تابعين لأهوائنا و أغراضنا. لماذا نأخذ تعاليم ديننا من غير المتخصصين في حين أننا أصحاب المثل الشعبي الذى يطالبنا بأن نعطى العيش لخبازه؟!!. إذا كان بعض المسلمين ليسوا أكثر إيمانا و إسلاما من البعض الآخر, على حد زعمهم, فإن المسلمين جميعا, كثير الإيمان و قليله, مطالبون أمام الله أن ينصروا دينهم و لا يتركوه عرضة للأهواء الشخصية لبعض كارهي الإسلام.