لو كنت من شباب الأخوان فهذه الرسالة لك. اين عقولكم؟ هل ما ترونه اليوم في الشارع مجرد تسخين من الأعلام؟ هل انتفاضة الناس ضد الأخوان هو تجيش ضد الدين؟ هل انتم بحاجة الى تنظيم لتكونوا مسلمين؟ ما هو الأمر الإيجابي الفظيع في الأخوان الذي لا تطيقون العيش بدونه؟ لماذا تساقون الى طوابير التنظيم وترضخون لاطاره الحاكم وتمتثلون لأوامر متعارضة حتى انكم اصبحتم تبررون الموقف وعكسه في نفس اليوم؟ ماذا حدث لفطرتكم؟ هل ما تعملون يشبه أعمال الصحابة الكرام الذين كانوا شباب على عهد النبي عليه الصلاة والسلام؟
اذا كان نصر الأسلام هو غايتكم، ف بالله عليكم اين نصر الأسلام من تحفيز شعب بأجمعه ضد جماعة كانت تنادي بأن الأسلام هو الحل؟ الا ترون ان الناس تمقت فكر الجماعة وتنعتها بأنها عصابة؟ هل تظنون ان الأخوان هم الفئة الباقية على الحق؟ واذا كان هذا ظنكم، فأين حديث الرسول، لا تجتمع امتى على باطل والشعب المصري مجتمع ضد جماعتكم والأمة العربية مجتمعة ضد تنظيمكم؟ الا ترون ان ثورة مصر العظيمة التى فتحت الآفاق للمستقبل ومذصممة عليه لن تعود بدون ان تحقق هذا الحلم؟ ام انكم لا ترون اننا بعد عام من حكم مرسيكم اصبحنا مثل اليمن وهو في ثورته، رئيس تحمية قبيلته واهله وعشيرته ضد شعب ثائر؟
واذا كنتم تريدون الخلافة فعلما تحملون الناس على ما لا تفهمون؟ اين ذكر الخلافة في القرءان؟ الم تذكر مرة واحدة بان الله سبحانة وتعالى جاعل في الأرض خليفة! ضاع منكم المعنى والمراد. المقصود هو تدبير شئون الحياة وحسن اعمار الأرض.
اما أرث النبي الحقيقي فهو العلم والمعرفة والأخلاق وهذا يسمى الدين. وهو دين لانه فى رقبة كل واحد منا فكلكم راعاً وكلكم مسئول عن رعيته! لاحظ انه لم يقل كلكم خليفة! ولاحظ ان الله لم يبعث محمد عليه الصلاة والسلام ملكاً وانما بعثه رحمة للعالمين وقال انه على خلق عظيم، وقال الرسول عن رسالته انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق! فأين مكارم الأخلاق مما تفعلون اليوم؟ وفي هذا لنكون شهداء عليكم ويكون الرسول شهيدا علينا. ولاحظوا ان نظام الخلافة السياسي هو نظام أرتضاه الصحابه لأنفسهم وكان يلائم عصرهم! اذا كنتم تريدون رفعت الأسلام فرفعت الأسلام في سمو الروح وتذكية النفوس واعتدال الأخلاق ونصرة الضعيف وانصاف المظلوم والأقتصاص من الظالم والوقف بجانب الحق وعدم الأدعاء بما ليس فيك وعدم الأستيلاء على ما ليس لك به حق! فاين هذا من الأخوان؟ وهل لو لم تكن من الأخوان لم تستطع ان تساهم في رفعت الأسلام؟ ان رفعت الأسلام في تأليف القلوب ومحوا العصبيات وعدم تقسيم الناس والدول، فأين الأخوان من هذا؟ ان شيوخكم يقولون اللهم أمتن على الأسلام! وأن من كبرائكم من يتحدث عن نقاء العنصر الأخوانى!! الا ترون ان خطاب الأخون مليء بالكره والبغض والتعالي؟ كيف رضيتم ان ينقلب كبارئكم على كل من وقف معكم وعاونكم وساعدكم ايام كنتم مستضعفين في الأرض؟
انتم في حالة عناد مع اللحظة التاريخية والمزاج الشعبي وطريق المستقبل وتظنون انكم قابضون على جمرة من نار من اجل الدين في حين ان كل ما يحيق بكم هو بسبب الأخوان، فأين بصيرتكم؟ هل علمتم في ثورة مصر ان هناك من ينادي بذل الأسلام ومحوه؟ هل سمعتم من ينادي بعدم تدريس القرءان واعتبار القدس عاصمة لأسرائيل؟ هل في الثورة من يعمل بالتبيعة لامريكا وينعت الأسرائيلي بصديقي الحميم؟ هل ترون ان الناس خرجت من اجل أقامة سد النهضة الأثيوبي؟ هل سمعتم الثورة تقول المشير امير؟ هل رأيتم الناس تريد ان تقصيكم عن المشهد يوم 11 فبراير 2011 او يوم 19 مارس 2011؟ علام تبادرون دائماً بمعادة الناس؟ الا تتأملون؟
وأختم قولي بكلمة ودعاء. اما الكلمة، فأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال "كما تكونوا يولى عليكم"، خليك انسان خليك حر! علاما تكونوا عنصر في تنظيم؟ وأدعوا الله لكم بأن ينير بصيرتكم ويهدينا جميعاً الى الطريق المستقيم الذي يرضيه عنا.
وأدعوكم ان تتفكروا مثنى وفرادا ما بمصرنا وثورتنا شيء ضد الأسلام وليس الأخوان أسلام وانما تنظيم يريد السلطة والتمكين. أنتبهوا يرحمكم الله، فالآن نرسم مصائرنا ولاداعى ان نذوق بأس بعض. اللهم ألف بين قلوبنا واجمعنا على سنة نبيك عليه الصلاة والسلام وأستعملنا ولا تستبدلنا وأجعلنا هداة مهديين وأهدنا واهدي بنا واجعلنا حملة الامانة وبناة المستقبل ولا تجعلنا من الذين تنازعوا فتذهب ريحنا، انك على ما تشاء قدير.