كشفت مصادر مطلعة النقاب عن أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية طالبت الأئمة، مع اقتراب شهر رمضان الكريم، التخفيف على المصلين أثناء أداء صلاة التراويح، جراء تزامنه وموسم الصيف وما يشهده من ارتفاع درجة الحرارة، مهددة إياهم بعقوبات صارمة إذا خالفوا تلك التعليمات. وقالت المصادر في تصريحات نقلتها صحيفة "الشروق" الجزائرية إن وزارة الشؤون الدينية انتهت من عملية التحضير لإستقبال شهر رمضان، بمطالبة الإمام أن يلتزم بنص التعليمات المتعلقة بشهر رمضان الكريم، الخاصة بالرفق بالمصلين أثناء صلاة التراويح وعدم الإطالة في الصلاة، مؤكدة على ضرورة العمل بالطريقة المعتمدة على 4 تسليمات، بثمانية ركعات، مع قراءة ثمن حزب في كل ركعة زيادة إلى الشفع والوتر . وبحسب المصادر فإن هذه التوضيحات المدققة جاءت بعد الشكاوي العديدة الصادرة عن المواطنين، عند حلول كل شهر رمضان، تفيد بوجود أئمة يخرجون عن المرجعية الوطنية، يقومون بإطالة قراءة القرآن فيما بين الركعات، ظنا منهم أنهم كلما أطالوا يكون الأجر مضاعفا. هذا وأرفقت التعليمة حسب مسؤول بوزارة الشؤون الدينية، تحذيرا لكل الأئمة، بما فيهم المتعاقدين، الذين يخالفون التعليمة السارية المفعول، متوعدة إياهم بتطبيق عقوبات ضدهم، باعتبار أن درجة الحرارة العالية وإطالة قراءة القرآن سيؤثر سلبا عن استيعاب وتركيز المصلين. وتوضح المصادر أن العقاب سيكون في بادئ الأمر، كتنبيه فقط، ليحرم بعدها من صلاة التراويح، مع الإشارة أن الظاهرة بارزة خاصة بالمدن الكبرى، حيث تجد مساجد يتم الانتهاء من صلاة التراويح في فترة محدودة، في الوقت الذي تجد فيه مساجد أخرى قريبة من سابقتها تأخذ مدة زمنية طويلة قبل الانتهاء من الصلاة وتأخذ لساعات وعلية فقد قررت الوزارة بمضاعفة عدد المفتشين الذين سيسهرون على مراقبة هذه التصرفات والمخالفات، كما تؤكد أن القرار يعود إلى إرادة الوزارة في توفير أجواء الراحة للمصلين . وفي هذا السياق رحب بعض الأئمة في تصريحاتهم بفحوى التعليمة وأجمعوا على إيجابياتها، حيث أكد الشيخ عبد القادر حموية إمام مسجد النادي ببلكور وسط العاصمة أن الخطوة إجابية ولا مجال للمناقشة فيها لأن الأصل في العبادة هو الترغيب وليس الترهيب، وسميّت بصلاة التراويح لأن فيها شيء من التخفيف حتى يؤدي المصلون صلاتهم بنوع من الراحة والمتعة الدينية، وتعذيب الناس ليس مطلبا شرعي.