قررت جماعة "الإخوان المسلمين" الإبقاء على "شعرة معاوية" مع حزب "الوفد"، ورفضت التصعيد ضد الدكتور السيد البدوي في أعقاب تصريحات صحفية أدلى بها لصحيفة "الأهرام" أمس أكد فيها، أن الجماعة تشعر بالخطر بعد أن بدأ حزبه يسحب البساط من تحت أقدامها على الساحة السياسية، وقال إنها تشعر بالغيرة من المكاسب التي حققها الحزب في غضون فترة وجيزة. ورفض الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الإعلامي باسم "الإخوان" الرد على تصريحات رئيس "الوفد"، مؤكدا أنه يرتبط بعلاقات قديمة معه، مشككا في دقة التصريحات المنسوبة له، وقال إن مثل هذه التصريحات غالبا ما تكون محرفة وتنقصها الدقة، مشددا على ضرورة أن تتوحد صفوف القوى السياسية في مواجهة ما وصفه ب "استبداد وفساد النظام الحاكم"، وأن الإخوان يمدون أيديهم للجميع لمواجهة الإفساد المتعمد للحياة السياسية والإضرار بمصالح الشعب". وحول ما يتردد عن أن الأحزاب السياسية سترفض التنسيق مع "الإخوان" في الانتخابات البرلمانية القادمة حال اتخاذ قرار بالمشاركة فيها، قال العريان: "من يقبل التنسيق معنا فأهلا ومرحبا, ومن يرفض فلا تثريب عليه وهو حر في أن يسلك الطريق الذي يراه مناسبا وسيكون الحكم للشعب". وقال إن "من سيحاول كسب رضا النظام الحاكم وحزبه سيخسر رضا وتأييد الشعب"، وذلك تعليقًا على ما تردد حول أن عددا من أحزاب المعارضة فضلت أن تنأى بنفسها عن "الإخوان" استجابة لضغوط النظام الحاكم. وكان عدد من الأحزاب ومن بينها "الوفد" و"التجمع" نأت بنفسها عن المؤتمر الذي دعا له الدكتور محمد بديع مرشد "الإخوان" يوم الثلاثاء الماضي وشارك فيه ممثلون عن هذه الأحزاب. وعبر السيد البدوي رئيس "الوفد" ورفعت السعيد رئيس "التجمع" عن رفضهما التنسيق مع الإخوان في الانتخابات القادمة وتبرئا الحزبان من ممثليهما إلى المؤتمر، وقالا إن المشاركين من حزبيهما كانا بصفتهما الشخصية. وأرجع الدكتور محمد سعد الكتاتني زعيم الكتلة البرلمانية للإخوان، وعضو مكتب الإرشاد ما وصفه بالتضارب في التصريحات التي ظهرت في موقف قيادات "الوفد" حيال التصريحات التي أدلي بها الدكتور أشرف بلبع مسئول الاتصال السياسي بالحزب إلى أنها ترتبط مشاكل داخل الحزب. وأكد أن الجماعة وجهت دعوة رسمية لحزب "الوفد" ولشخص رئيسه الدكتور السيد البدوي وقد أُرسل الدكتور بلبع من قبل الأخير ليأتي بصفته ممثلا عن الحزب مقدما لهم اعتذار البدوي عن عدم الحضور. وقال إن بلبع أبلغه قبل أن يجلس على منصة المؤتمر أن البدوي حدث له ظرفا طارئا ولذا فهو يعتذر عن الحضور، مشيرا أنهم علموا فيما بعد انه كان في احتفالات تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة. وأوضح الكتاتني إن ممثل حزب "الوفد" قال كلاما مسجلا تناقلته بوسائل الإعلام يؤكد فيه أنه يمثل الحزب، وأن ما نشر من تصريحات من جانب السيد البدوي لا نعرف مدي صحتها وهل جاءت نتيجة مشاكل داخلية أم لحسابات أخري داخل الحزب، أم نتيجة ضغوط من جهات أخرى. وتابع: تمثيل الدكتور بلبع وإن كان فرديا إلى المؤتمر إلا أنه يعد إضافة للمؤتمر وللحضور نظرا لقيمة الرجل الشخصية فنحن نحترمه ونجله، ولا يعقل أن يأتي رجل بقيمته وقامته ونقول له إنك غير ممثل لحزب الوفد ولا نتيح له الإدلاء بالتصريح الذي يعبر فيه عن موقف الحزب. وأوضح أن الجماعة رغم كل ما تراه من ردود فعل غير متعاونة وتصريحات "متعجرفة" وغير مسئولة في بعض الأحيان في ظل الوضع المتأزم الذي تعيشه البلد من بعض القوى والأحزاب في مصر إلا أنها لا تضع في حسبانها قطع العلاقات مع أي فصيل سياسي من اجل إحداث التغيير داخل الدولة، "فنحن نقوم وسنقوم بما يمليه علينا ضميرنا تجاه كافة القوي السياسية في مصر وتجاه المجتمع غير عابئين بردود الأفعال وسنتحمل عسي أن يأتي يوم ويفيق هؤلاء من حساباتهم الحزبية الضيقة وتكون مصلحة الوطن هي المصلحة العليا في تفكيرهم". وقال الكتاتني إن حزب الوفد لم يوجه الدعوة للجماعة لحضور مؤتمره المزمع حتى الآن، وأضاف: إذا وجهت للجماعة الدعوة فستحضر بصدر رحب، مؤكدا أن "الإخوان" أن يدهم ممدودة للجميع ولا نقف عند تلك الأمور الصغيرة ونتجاوزها لأننا في مرحلة حساسة وحاسمة وتحتاج إلى تضافر كل القوى. بينما علق الدكتور محمد جمال حشمت عضو مجلس شورى "الإخوان" على تصريحات البدوي التي قال إن "الإخوان" يخشون من تنامي شعبية "الوفد"، قائلا: "ربنا يوفقه ونحن نتمنى أن تقوى جميع الأحزاب وعلى رأسها الوفد لأن قوته هو أو غيره من الأحزاب يصب في صالح المعارضة"، وشدد على ضرورة أن تتكاتف جميع الأحزاب لتحقيق أجندة الإصلاح السياسي والدستوري التي يتطلع إليها الشعب المصري. وأكد الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي الرسمي لكتلة الإخوان البرلمانية أن بلبع كان موفدا من قبل الحزب ولم يأت بصفته الشخصية كما ذكر البدوي، مؤكدا أن الجماعة دائما لن تخرج عن إطار التنسيق مع كافة القوي السياسية والأحزاب المصرية مهما كانت النتائج صغيره أم كبيرة، وستظل علي هذا الدرب سائرة.