لم يغزو العشرين مليون عراقي الكويت .. هناك من العراقيين من عانى وتضرر من صدام وأعوانه وحزبه أكثر من الكويتيين مئة مرة .. هناك من العراقيين من دفع حياته ثمنا لاعتراضة على أفعال وأعمال صدام حسين سواء بحق العراق والعراقيين .. أو بغزوه للكويت .. لذلك لا يمكن أبدا أن نقول أن كل العراقيين سواء .. ولا يمكن أن نأخذ البعض بجرائم البعض الآخر .. ويجب أن نفكر بعقل وذكاء كي لا نقع في دائرة الخطأ التي نصبها البعض لنا لنقع فيه .. ونظل في دائرة التوتر الدائم مع جيراننا الأبديين .. الذين لا نملك ولا يملكون سوا ضرورة التعايش السلمي اذا كنا نرغب ويرغبون بمستقبل آمن ومستقر .. ولا أظننا ولا هم يرغبون أن تتكرر سيناريوهات الماضي البغيضة على الطرفين .. التي لم نجن أو يجنون منها سوا الفرقة والدمار والخراب .. لذلك لا بد على الطرفين أن تكون هناك مبادرات ايجابيه بينهم .. للبدأ بشكل حقيقي وصادق مرحلة جديدة من السلام والوئام والاستقرار .. لا تؤثر بها الشائعات أو تهزها الأمواج المصطنعة .. يجب أن نبني كيان سليم لتلك العلاقة .. التي من مصلحتنا ومصلحتهم أن تدوم وتستقر وتستمر. ******* في الاسبوعين الماضيين وقعنا في مصيدة نصبها لنا بعض المخططين الذين يسعون بين حين وآخر لزيادة حدة التوتر بيننا وبين العراق .. الذين لا يهدأ لهم جفن حتى تشتعل النيران بيننا .. ويصيبهم القلق والقهر اذا ما مرت فترة من الاستقرار والتفاهم بين البلدين والشعبين الذين من المفترض أن يعملوا بشكل أفضل من أجل تبادل حسن النوايا .. وضمان الاستقرار .. وتلافي كافة أخطاء الماضي .. وما حدث أن أخبارا نشرت وتصريحات نسبت الى ممثل العراق في جامعة الدول العربية الدكتور قيس العزاوي .. بها تهكما وهجوما على الكويت .. هذه التصريحات أشعلت نار الفتنة مجددا في الجانبين قبل أن نتأكد من حقيقتها .. ولأنني أعرف الدكتور قيس العزاوي من قبل أن يكون سفيرا للعراق وهو المنصب الذي لم يمر على استلامه سوى شهرين فقد سعيت للاتصال به ولقائه في القاهرة لاستيضاح الأمر .. الذي استغربت جدا أن يصدر منه. كان الدكتور عزاوي قبل أن يتولى منصب ممثل العراق في جامعة الدول العربية يعمل في اطار مشروع لدعم اساتذة الجامعات العراقية المدعوم من قبل الشيخة موزة المسند حرم أمير قطر .. وكان قبلها نا ئبا لرئيس منظمة صحفيين بلا حدود لشؤون الشرق الأوسط .. وهي المنظمة الدولية المحترمة التي تعمل في اطار دعم الحرية الصحفية والحفاظ على حقوق الصحفيين حول العالم .. وكان للعزاوي مشاركات كثيرة في مجال حقوق الانسان وحماية الصحفيين في العالم العربي .. وقد زار الكويت عدة مرات وشارك في اكثر من مناسبة ومؤتمر .. ويرتبط بعلاقات كبيرة مع الكثير من الشخصيات الكويتية في مجالات الفكر والثقافة. روي لي العزاوي أن التصريح المنسوب له نشر في احد المواقع الالكترونية الذي يسمي نفسه وكالة الأنباء العراقية .. ويظن البعض أنها وكالة عراقية رسمية .. والحقيقة أنه ومنذ الاطاحة بنظام صدام حسين تم تغيير اسم الوكالة الى شبكة الاعلام الوطني .. أما تلك الوكالة المزعومة فوراءها بعض الصحفييين البعثيين الذين يسعون الى زعزعة العلاقة بين الكويت والعراق. ويضيف العزاوي أنني نفيت أن أكون قد قلت ذلك الكلام الذي نسب لي بعدة وسائل رسمية واعلامية .. وأنني بحكم منصبي الجديد الذي من أولى أولوياته أن أرمم علاقات العراق مع الدول العربية لا يعقل أن أبدأها بتصريحات جارحة للكويت التي أكن لها كل احترام وتقدير .. وبالرغم من تكذيبي لتلك التصريحات التي نسبت لي إلا أن بعض السادة أعضاء مجلس الأمة الكويتي وبعض وسائل الاعلام اهتمت بالتصريح الكاذب .. وتجاهلت كلامي الحقيقي الذي ينسف كل ما جاء بتلك التصريحات المزورة. قلت للعزاوي أنت تعلم أن موضوع العراق حساس للغاية بالنسبة لنا في الكويت .. ومثل هذه التصريحات التي نسبت لك تصيب البعض بعدم التركيز .. فتأخذهم العصبية والحماس .. وبالتأكيد لا يوجد هناك من يريد الاساءة لك أو لأيا من اخوتنا العراقيين الشرفاء الذين نحترمهم ونقدرهم .. ولنا مع الكثير منهم علاقات طيبة وراسخة. ******* بعد هذا اللقاء مع الدكتور قيس العزاوي ممثل العراق في جامعة الدول العربية .. والذي أزال الكثير من اللغط والهواجس .. أتمنى أن تكون هناك مبادرات من الجانبين الكويتي والعراقي لايجاد آلية سليمة يتم من خلالها تلافي الكثير من الحزازيات التي قد تعترض هذه العلاقة مستقبلا وتؤثر عليها. [email protected]