دعت صحيفة إسرائيلية أمس حكومة بنيامين نتنياهو إلى قطع علاقاتها مع مصر، كرد فعل على استمرار حبس عودة ترابين الجاسوس الإسرائيلي المعتقل في مصر منذ أكثر من عشر سنوات بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. واتهمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مصر بأنها "خطفت" وسجنت مواطنًا إسرائيليًا "بدون حكم في تناف وتضاد مع قانونها الخاص"، وقالت إن على تل أبيب أن تتوقف عن إقامة أي علاقات مع القاهرة حتى يتم إطلاق سراح ترابين وإعادته لدولته وحضن أسرته، متسائلة عما إذا كان هذا الموضوع أثير خلال اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس حسني مبارك يوم الأحد. وعوقب ترابين- وهو مصري الأصل فر مع والده إلى إسرائيل عام 1990- بالسجن لمدة 25 عامًا بعد أن ألقت السلطات المصرية القبض عليه في عام 1999، بعد ضبطه متسللاً عبر الحدود إلى سيناء، وعثر آنذاك بحوزته على دولارات مزيفة وعملات إسرائيلية وجهاز اتصال، ووجهت له اتهامات بالتجسس لحساب إسرائيل ومحاولة تجنيد زوج أخته المقيم بالعريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية في سيناء، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين أجهزة المخابرات الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين تعمل إسرائيل ووسائل إعلامها في مناسبات مختلفة على إثارة قضية ترابين والإلحاح على مصر من أجل إطلاق سراحه إلا أنها ترفض حتى الآن التجاوب مع تلك المطالب وتصر على استكمال فترة العقوبة الموقعة عليه، وهو يقابل بدعوات في إسرائيل تشديد الضغوط الإسرائيلية على مصر التي أطلقت في عام 2004 الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام. لكنها المرة الأولى التي تصدر فيها دعوة من أجل قطاع العلاقات، ووجهت الصحيفة عبارات اللوم لإسرائيل على موقفها من قضية الجاسوس ترابين، لأنها تستمر طوال الوقت "وبشكل غير مفهوم ومناف للمنطق" في إقامة علاقات تجارية واقتصادية ودبلوماسية مع مصر وتتعاون معها في الحفاظ على الحدود الجنوبية، كما تتيح لها أن تكون وسيطًا بارزًا في المفاوضات مع الفلسطينيين لتحرير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ أربع سنوات. وقالت إن ذلك يأتي "في الوقت الذي تجرى فيه سنوات ترابين أمام عيني ومبعوثي تل أبيب الذين من المفترض أن يحاربوا لتحريره وهم يدوسون بأقدامهم سفارة الدولة التي تدفن ترابين حيًا"، في إشارة إلى مصر، مشيرة على أن "دولة إسرائيل عليها واجب تجاه ترابين الذي تعد قصته قصة كل إسرائيلي". واعتبرت أنه من "غير الممكن أن كل إسرائيلي تدوس قدمه أرض مصر يتعرض لخطر الحكم عليه بالسجن المؤبد، وليس من المعقول أن ينظر إلينا كلنا على أننا جواسيس، خاصة في الوقت الذي يدعو فيه مبارك إلى تحرير أسرى فلسطينيين كنوع من إبراز حسن النية تجاه الفلسطينيين وبناء الثقة معهم"، واستدركت قائلة: "لقد حان الوقت لتحرير ترابين من السجون المصرية". وتساءلت الصحيفة عن لقاء مبارك ونتنياهو يوم الأحد وعما إذا كان تضمن مباحثات بشأن ترابين، موضحة أنه في الوقت الذي طالب فيه الرئيس مبارك من نتنياهو إطلاق سراح عدد من "المخربين الفلسطينيين"- على حد تعبيرها- يقبع أحد المواطنين الإسرائيليين في المعتقلات المصرية دون أن يعرف السبب وراء سجنه ودون أن يطالب أحد بإطلاق سراحه وتحريره من المعتقلات المصرية. وذكرت الصحيفة أن أبناء عائلة ترابين وهم من البدو البسطاء يصعب عليهم إقامة أي علاقة أو اتصال مع ابنهم المعتقل على مدى فترة طويلة، موضحة أنهم طوال الوقت يعقدون الآمال على الحكومة الإسرائيلية في إعادة ابنهم، لافتين إلى أنه بعد "اختطافه" منذ أكثر من 10 سنوات لم تتمكن أربع حكومات إسرائيلية من إعادته في الوقت الذي عاد فيه عزام عزام الجاسوس الإسرائيلي وتم تحريره من السجن. ويكمل ترابين هذا الأسبوع عامه ال 29 بعيدا، وقالت الصحيفة إن عيد ميلاده يمر وهو بعيد عن أسرته وبدون شموع أو كعكة عيد الميلاد، في الوقت الذي تحتفل فيه مصر بالقرب من ترابين بعيد آخر هو عيد ثورة 23 يوليو، كما يقوم السفير المصري بإسرائيل بالترحيب بمجموعة من الساسة والبرلمانيين الإسرائيليين في مقره بمدينة هرتسيليا، بينما تحظر القاهرة الاحتفال بعيد الاستقلال الإسرائيلي.