دقت دراسة للمركز القومي المصري للتعبئة والإحصاء ناقوس الخطر من ارتفاع معدلات العنوسة في مصر، كاشفة أن هناك نحو 10 مليون شاب وفتاة في مصر تجاوزت أعمارهم 35 عامًا ولم يتزوجوا بعد، من بينهم 5 مليون شاب. لكن الأمر لا يتعلق في كل الأحوال بالأوضاع المادية، إذ أن الدراسة تكشف أن هناك 2 مليون شاب مصري من القادرين ماديا على مصاريف ونفقات الزواج لكنهم ممتنعون عن الزواج برغبتهم الشخصية. وأوضحت استطلاعات الرأي، أن انعدام الثقة لدى الشباب هو ما يدفعهم إلى الإحجام عن الزواج، وأن أجيال الشباب الآن ليس لديهم القدرة علي تحمل المسئولية، ولا يرغبون في تحملها نهائيا من الأساس. وعزت الدكتورة عفاف إبراهيم، الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية هذا الأمر إلى غياب الوازع الديني لدى هؤلاء الشباب، وانتشار الزواج العرفي في أوساطهم، خاصة في الجامعات، إضافة إلى دور وسائل الإعلام في معالجة القضية. وكانت إحصائية صدرت حديثًا عن المركز القومي للسموم كشفت مؤخرًا عن ارتفاع نسبة الانتحار بين العوانس، إذ تعد العنوسة هي الدافع الأقوى لإقدام 2700 فتاة مصرية على الانتحار سنويًا. وتعتبر ظاهرة انتحار الفتيات بسبب العنوسة ظاهرة حضرية، ولا توجد في الريف؛ حيث يعد الزواج المبكر ظاهرة ريفية بالدرجة الأولى، كما أن أكثر من 70% من الإناث في الفئة العمرية (15 – 21 سنة) تزوجن في سن الثامنة عشر، وبالمثل يعيش 93% من الذكور المتزوجين من نفس الفئة العمرية في المناطق الريفية الوضع نفسه، والعامل المشترك بينهما هو "الفقر".