انتابت وزير الخارجية أحمد أبو الغيط حالة من القلق، المصحوب بالمخاوف من احتمالات قوية بالإطاحة به في التعديل الوزاري القادم، بعد سحب ملف مياه النيل من وزارته وإسناده إلى فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي، استمرارًا لتقليص مهامه وتولي الملفات التي تمثل أهمية لمصر، والذي بدأ قبل سنوات بنقل ملف الصراع العربي الإسرائيلي من الوزارة وإسناده إلى جهة سيادية. وقالت مصادر ذات صلة بالوزير، إنه يشعر بالضيق الشديد إزاء شعوره بسحب البساط من تحت قدميه، بعد سحب ملف حوض النيل منه وإسناده إلى أبو النجا التي تتمتع بخبرة عريضة في ملف العلاقات المصرية - الإفريقية في عصرها الذهبي إبان عملها في الثمانينات إلى جانب الدكتور بطرس غالي وزير الدولة الأسبق للشئون الخارجية، وأثار هذا الأمر احتمالات قوية بإسناد حقيبة الخارجية إليها في التعديل الوزاري المرتقب بعد إجراء انتخابات مجلس الشعب في أكتوبر القادم. وكشفت المصادر ذاتها أن أبو الغيط بدا مستاءً بشدة من مرافقة وزيرة التعاون الدولي له خلال زيارته الأخيرة لإثيوبيا، وعقدها لقاءات مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، في إطار الجهود المصرية لاحتواء الأزمة المشتعلة مع دول حوض النيل، باعتبار أن هذا يسير في إطار تقليص صلاحياته داخل الوزارة. وبلغ الأمر حد أن هناك شخصيات داخل الخارجية المصرية أصبحت تتعامل مع أبو النجا باعتبارها وزير الخارجية القادم، وإن أشارت المصادر إلى صعوبة ذلك خاصة في ظل احتكار الرجال للمنصب منذ إنشاء الوزارة، إلا أنها لم تستبعد تمامًا احتمالات خلافتها لأبو الغيط، كونها ذات خبرة واسعة وتمرست في العمل بوزارة الخارجية وفي المنظمات الدولية لسنوات طويلة. وأقرت المصادر بأن الخارجية المصرية تمر بمرحلة ضعف بدأت في عهد الوزير السابق أحمد ماهر وامتدت مع خلفه، وهي المرحلة الأقل تأثيرًا للوزارة على مدار العقود الثلاثة الماضية، حيث يواجه أبو الغيط اتهامات بالإخفاق في القيام بمهامه منذ شغل منصب وزير الخارجية في يوليو 2004، مما حدا بالقيادة السياسية إلى سحب الملفات المهمة منه وإسنادها إلى جهات أخرى. وكانت إحدى الصحف الإسرائيلية نشرت مؤخرًا تقريرا يشير إلى أن قيام أبو الغيط بنشر مذكراته في بعض الصحف مؤشر كنهاية مستقلة من وزارة الخارجية، متزامنة مع تقارير زعمت بإمكانية تبوئه منصب الأمين العام للجامعة العربية، الأمر الذي استبعدته المصادر بعد تأكيدات بقاء الأمين الحالي عمرو موسى في منصبه عقب لقائه الرئيس حسني مبارك منذ عدة أسابيع.