سحبت وكالة "فرانس برس" صورة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بعد مرور أقل من 20 دقيقة على نشرها في 5 سبتمبر. ويظهر هولاند في الصورة مبتسماً ابتسامة وصفها عدد من رواد الإنترنت ب"الإبتسامة الغبية"، وجالساً أمام لوح أخضر، معلناً انطلاق العام الدراسي الجديد في شمال فرنسا. الابتسامة, التي التقطتها عدسة المصور الفرنسي دانيس شارلت، أثارت موجة من التعليقات الساخرة والمضحكة, خاصة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وسحبت وكالة "فرانس برس" الصورة من التداول بعد نشرها بأقل من 20 دقيقة، وتبعها تعليق يلفت إلى أن الصورة "تم إزالتها بناءً على قرار تحريري من الوكالة، مقدمة الاعتذار لقرائها على هذا الأمر". ومن أجل التأكيد على عدم استخدام أحد للصورة، قامت الوكالة بنشر الصورة ذاتها وعليها علامة "X" باللون الأحمر تحت عنوان "للإزالة الضرورية" باللغة الإنجليزية, مبررة أن السبب يعود إلى مشاكل تحريرية. ومن جانبها, ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن مستخدمي "تويتر" و"فيسبوك" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، قاموا بإعادة تداول الصورة في شكل كبير على الإنترنت، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن السخرية من الصورة انتشرت في أكثر من وسيلة إعلامية, ومنها موقع "slate.fr" الفرنسي, الذي أقام مسابقة من أجل وضع أفضل عنوان للصورة، وعنونت صحيفة "التايمز" اللندنية ناشرة الصورة, بأن هولاند بدا ك "أبله القرية". وفي حين سارع البعض إلى ربط سحب الصورة بضغوط "مورست من قبل السلطات الفرنسية على وكالة "فرانس برس"، نفى فيليب ماسونت، أحد مدراء التحرير في الوكالة، وجود أي ضغوط من الحكومة الفرنسية أو ممارسة أي نوع من الرقابة على الوكالة, مشيرا إلى أن الأمر تحريري بحت. وكانت صحف فرنسية فرنسية وصفت في 2 سبتمبر قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اللحظة الأخيرة ربط الضربة العسكرية التي يعتزم شنها ضد النظام السوري بالموافقة المسبقة للكوجغرس عليها، بالفخ الذي "أوقع" فيه نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند, الذي أعلن تأييده التدخل العسكري ضد دمشق دون انتظار موافقة البرلمان الفرنسي. وكتب بيار روسلين في صحيفة "لو فيجارو" أن الرئيس الفرنسي "تم الإيقاع به داخليا وهو معزول خارجيا", أما فرنسوا سيرجان فكتب في صحيفة ليبراسيون أن "هولاند يبذل قصارى جهده لتبرير الحرب"، مضيفا "إذا كان الرئيس في الدستور الملكي للجمهورية الخامسة يتمتع بالسلطة الكاملة لشن الحرب، فهل يمكن اليوم لرئيس الدولة أن يستخدم لوحده القوة من دون تصويت ممثلي الأمة؟ من دون حتى أن يلقي خطابا؟". وبدوره, طرح باتريك آبل-مولر في صحيفة لومانيتيه السؤال نفسه، وقال :"كيف يمكن في القرن الحادي والعشرين ان يكون قرار الحرب أو السلام في يد رجل واحد؟"، مشددا على أن الرئيس الفرنسي مصمم على الذهاب إلى الحرب على الرغم من رفض الأكثرية الساحقة من الفرنسيين ونوابهم. وفي الصحيفة الكاثوليكية "لا كروا" كتب دومينيك كينيو أيضا "الفخ أطبق على هؤلاء المسئولين الغربيين الذين هبوا سريعا إلى إعلان رغبتهم في معاقبة دمشق على استخدامها المفترض لغازات مميتة".