"الهلباوى" يتواصل مع القيادات الإصلاحية لإجراء مراجعات فكرية.. و"أبو خليل" يدعو الشباب إلى "الاعتذار" لشباب الثورة في الوقت الذي تدعو فيه قوى سياسية إلى إقصاء "الإخوان المسلمين" من المشهد السياسي في مصر، يسعى منشقون عن الجماعة إلى إنقاذها تخليدًا لذكرى مؤسسها حسن البن،ا وحتى لا ينتهي حلمه إلى كابوس، وهؤلاء ممن قضوا أكثر من 40 عامًا داخل أروقة الجماعة، إلا أن كفرهم بإيمان القيادات "القطبية"، التي سيطرت على الجماعة في الفترة الأخيرة، بالتغيير لم يترك لهم خيارًا آخر غير الانسحاب بعدما فشلت محاولتهم للإصلاح من الداخل. وبعد إلقاء القبض على العديد من القيادات القطبية للجماعة وعلى رأسهم المرشد العام ذاته محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي والمرشد السابق للجماعة مهدي عاكف، جدد داخل المنشقون أمل إصلاح الجماعة وإحداث مراجعات للأفكار التي مال بعضها إلى التشدد خلال الفترة الماضية، فضلًا عن المواقف والخلط بين دور الجماعة الدعوي والحزب السياسي والاعتراف بالفشل في تجربة الحكم، وبدء مرحلة جديدة من تمكين الشباب. وفي إطار ذلك، قام عدد من القيادات المنشقة بقيادة الدكتور كمال الهلباوي ومشاركة مختار نوح، وعاصم البكري، وغيرهم يسعون إلى إنشاء كيان بديل يتولى مهمة الهيكلة الفكرية للجماعة، وقاموا بالتواصل مع عدد من القيادات الإصلاحية، على رأسهم الدكتور محمد علي بشر، عضو مكتب الإرشاد ووزير التنمية المحلية السابق، للحديث حول مستقبل جماعة "الإخوان المسلمين" ومطالبته بإحداث حالة من المراجعات الفكرية داخلها. وفي الوقت ذاته تولى آخرون وعلى رأسهم المهندس هيثم أبو خليل، القيادى المنشق، مهمة التواصل مع الشباب وإقناعهم بضرورة الاعتماد على الذات والسعي حثيثًا إلى إنقاذ كيان الجماعة من خلال الاعتراف بأخطاء الفترة الماضية، وعلى رأسها تخليهم عن الثوار في أحداث "محمد محمود" والسعي إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والتعهد بمواقف مختلفة لإخوان "الشباب"، والذين ينتمي معظمهم إلى التيار الإصلاحي، فى الفترة القادمة. وقال كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن الجماعة، في تصريحات إلى "المصريون" إن قيام جماعة "الإخوان المسلمين" بمراجعات فكرية أمر غاية في الضرورة من الناحية الفقهية قبل أن يكون سياسيًا مفسرًا فحتى المفتى عليه أن يتراجع عن فتواه إذا اكتشف خطأها. واعتبر أن تلك المراجعات ستتيح لهم العودة إلى العمل السياسي مرة أخرى واستعادة ثقة الشارع التي فقدوها في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن عددًا من شباب الإخوان طالبوا القيادات بذلك قبل فض الاعتصام ولكن القيادة رفضت وهو ما أدى إلى تشكيلهم لحزب بديل وهو "شباب من أجل مصر". وأكد الهلباوي تواصلهم مع قيادات التيار الإصلاحي داخل "الإخوان"، حيث التقى مع الدكتور محمد علي بشر قبل فض الاعتصام وتحدثوا عدة ساعات حول فض الاعتصام وإجراء مراجعات فكرية جماعة ومستقبلها. وأضاف أن بشر كان متجاوبًا ولكنه غير رأيه بعد التواصل مع قيادات الجماعة من القطبيين، متمنيًا أن يكون لهم دور فى إحداث ذلك التغيير، محملًا قيادات مكتب الإرشاد من التيار القطبي مسئولية أخطاء الجماعة خلال الفترة الماضية والابتعاد عن نهج البنا قائلًا: " لو كان الإمام الشهيد حسن البنا على قيد الحياة وشاهد ما وصل إليه حال الجماعة خلال عامهم في الحكم لانشق عنها". فيما عول المهندس هيثم أبو خليل، القيادى الإخواني المنشق، على الشباب في الحفاظ على كيان الجماعة في الفترة القادمة، قائلًا ل"المصريون": انتهاء حلم الحكم وسقوط محمد مرسي مثل صدمة لشباب الجماعة، يجب أن يعيدوا معها ترتيب أوراقهم ويعلموا أن الجماعة في حاجة إليهم للاستمرار وأنهم سيتحملون المسئولية الأكبر في الفترة القادمة. وأضاف: "أتواصل مع العديد من شباب الجماعة باستمرار وطالبتهم بضرورة إحداث حالة من المراجعات للمواقف خلال الفترة الماضية وتحل المسئولية في الخروج باعتذار صريح إلى الشعب عما بدر عن الجماعة من أخطاء والتعهد بعدم تكرارها واتخاذ نهج جديد، بل وتخطي فكرة عودة مرسي أو الهتافات التي تدعو إلى ذلك وأن يكون الهدف إسقاط حكم العسكر على أن يجلس الجميع على طاولة الحوار بعدها للمشاركة فى رسم خارطة الطريق دون استحواذ أو إقصاء". من جانبه قال أحمد بان، أحد المنشقين عن الجماعة، والباحث فىي شئون التيار الإسلامي، إن الجماعة ما زال أمامها فرصة في التراجع عن المسار التصعيدي واستنساخ السيناريو السوري الذى يدفعها إليه قيادات التيار القطبي، والقيام بمراجعات فكرية يقودها قادة التيار الإصلاحي داخل الجماعة وعلى رأسهم الدكتور محمد على بشر، وزير التنمية المحلية السابق، لكن ذلك لن يتم إلا إذا ألقت قوات الأمن القبض على باقي قيادات التيار القطبي الذين يسيرون أمر الجماعة الآن. وأوضح بان أن الجماعة ما زال أمامها فرصة في التراجع عن ذلك المسار القيام بمراجعات فكرية يقودها قادة التيار الإصلاحي داخل الجماعة وعلى رأسهم الدكتور محمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق، ولكن ذلك لن يتم إلا إذا ألقت قوات الأمن القبض على باقي قيادات التيار القطبي الذين يسيرون أمر الجماعة الآن.