كشفت قيادات منشقة عن جماعة الإخوان المسلمين ل"المصريون" عن لقاءات سرية مع عدد من القيادات الإصلاحية داخل الجماعة والشباب تهدف إلى دعوة جماعة الإخوان المسلمين إلى المراجعات الفكرية والتخلص من قبضة التيار القطبي على الجماعة، والذي تسبب في وصولها إلى تلك الحالة، مشيرين إلى تواصلهم مع قيادات التيار الإصلاحي بالجماعة، وعلى رأسهم الدكتور محمد علي بشر. وتهدف تلك المراجعات إلى وقف التصعيد من قبل الجماعة والقبول بحل سياسي وسيط واعتراف الجماعة بأخطائها الماضية، وفصل كل ما هو دعوي عما هو سياسي وتمكين أكبر للشباب، ويسعى 20 قياديًا منشقا عن الجماعة، أبرزهم كمال الهلباوي ومختار نوح وعاصم البكري إلى تشكيل كيان بديل يعيد الهيكلة الفكرية للجماعة. وقال كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن الجماعة، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إن قيام جماعة الإخوان المسلمين بحملة للمراجعات الفكرية أمر غاية في الضرورة من الناحية الفقهية، قبل أن تكون سياسية، فحتى المفتي عليه أن يتراجع عن فتواه إذا اكتشف خطأها، مضيفاً أن تلك المراجعات ستتيح لهم العودة إلى العمل السياسي مرة أخرى واستعادة ثقة الشارع التي فقدوها في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن عددا من شباب الإخوان طالبوا القيادات بذلك قبل فض الاعتصام، ولكن القيادة رفضت وهو ما أدى إلى تشكيلهم حزبا بديلا، وهو "شباب من أجل مصر". وأكد الهلباوي تواصلهم مع قيادات التيار الإصلاحي داخل الإخوان، حيث التقى مع الدكتور محمد علي بشر، قبل فض الاعتصام وتحدثوا عدة ساعات حول ذلك الأمر من فض الاعتصام والمراجعات الفكرية للجماعة ومستقبلها، مشيراً إلى أن الدكتور بشر كان متجاوبا ولكنه غير رأيه بعد التواصل مع قيادات الجماعة من القطبيين، متمنيا أن يكون لهم دور في إحداث ذلك التغيير. ومن جانبه، قال أحمد بان، أحد المنشقين عن الجماعة والخبير في شئون التيار الإسلامي، إن الجماعة ما زال أمامها فرصة في التراجع عن المسار التصعيدي واستنساخ السيناريو السوري الذي يدفعها إليه قيادات التيار القطبي، والقيام بمراجعات فكرية يقودها قادة التيار الإصلاحي داخل الجماعة، وعلى رأسهم الدكتور بشر وزير التنمية المحلية السابق، ولكن ذلك لن يتم إلا إذا ألقت قوات الأمن القبض على باقي قيادات التيار القطبي الذين يسيرون أمر الجماعة الآن.