كشف القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية، أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية اعترض على وضع فصل مستقل عن الزواج المدني ضمن مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد لغير المسلمين، الذي تعكف على إعداده لجنة مشكلة من المستشار ممدوح مرعي وزير العدل. وقال البياضي إن مستشاري البابا شنودة الثالث اقترحوا أثناء مناقشة مشروع القانون فصلا مستقلا عن الزواج المدني وعندما اخبروا البابا بذلك ثار عليهم واتهمهم بمحاولة تقنين الزنا مما جعلهم يتراجعون عن اقتراحهم. جاء ذلك خلال ندوة عقدتها الكنيسة الإنجيلية بالإسكندرية الاثنين بالتعاون مركز الإبراهيمية للإعلام ندوة بعنوان "الزواج المدني بين الفكر اللاهوتي والواقع الاجتماعي" شارك فيها إلى جانب البياضي القس حلمي قادس رئيس السنودس الإنجيلي والقس رفعت فكرى راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف. وأكد البياضي أن اشتراك الكنيسة الإنجيلية مع الكنائس الأخرى في قانون موحد للأحوال الشخصية للأقباط ضروري حتى يتم إيقاف استخدام المادة السادسة من الدستور التي تجيز استخدام الشريعة الإسلامية على الأقباط في حال اختلاف الملة. وتحدث القس حلمي قادس عن معنى الزواج في المسيحية وقدسيته، إلا أن ما طرحه القس رفعت فكرى كان أكثر إثارة للجدل، حيث ذكر في كلمته التي قال إنها لا تعبر عن رأي الكنيسة الإنجيلية وإنما تعبر عن رأيه الشخصي أن الأحكام القضائية التي صدرت خلال الفترة الأخيرة صدرت "بنية طائفية". وأضاف إنه لا يؤيد وجود طلاق بين المسيحيين، "لكن ما يجمعه الرب ليس هو ما تجمعه الكنيسة، فما يتردد عن أن الزواج هو سر كنسي هو كلام غير سليم"، وأشار إلى أن المسيح – عليه السلام- حضر فرح قانا الجليل ولم يقم بأي طقوس للزواج، كما لا يوجد في سفر أعمال الرسل أو الرسائل ما يثبت أن التلاميذ كانوا يقومون بطقوس قبل الزواج، وأن المسيحيين كانوا يتزوجون مدنيا حتى القرن السادس الميلادي الذي بدأ فيه دور الكنيسة بمباركة الزواج فقط وفى القرن الثامن أصبحت بركة الزواج إجباريا. وأضاف إنه لا يوجد بالمسيحية ما يسمى بالأسرار الكنسية، وإن أول استخدام لتلك الكلمة كانت بمجمع تيرينت في القرن السادس عشر، أما في مصر فسمع عن الأسرار السبعة من حبيب جرجس أستاذ البابا شنودة، وذلك منذ مائة عام، كما قال إن صلاة الإكليل لا تصنع سر الزيجة بدليل وجود مشاكل تحدث بين الزوجين، كما أن هناك أسباب بطلان العقد. وقال إن قسوة القلب التي جعلت الله يصرح لإتباع موسى بالطلاق مازالت موجودة حتى يومنا هذا، وأضاف إنه من المعلوم أن على مدار الزمان كانت الكنيسة تجتهد في فهم النص الكتابي، بدليل اجتهاد البابا شنودة في النص على الزنا الحكمي، بالرغم من أن المسيح وبولس لم يتحدثا عن بطلان الزواج. وخلص في كلمته إلى أن الأجواء الحالية هي نفسها الأجواء التي كانت تعيشها أوروبا في القرون الوسطى والتي ساد فيها تصارع رجال الدين على المناخ الاجتماعي.