تَوقَّع الجنرال ديفيد بتريوس القائد الجديد لقوات الاحتلال الأمريكيةبأفغانستان، ارتفاع عدد القتلى بصفوف الاحتلال خلال الفترة المقبلة، وذلك بعدما شهد شهر يونيو الجاري سقوط أكثر من مائة قتيل للاحتلال في عمليات للمقاومة الأفغانية ومقاتلي طالبان. جاءت تصريحات بتريوس خلال جلسة استماع له بالكونجرس بعد تسلّمه منصبه، إذ أشار إلى أن البيت الأبيض لم يقلْ بأن الانسحاب سيبدأ في يوليو 2011، بل أشار إلى أن "العملية" الآيلة إلى ذلك ستبدأ في هذا التاريخ، وتوقع أن تتزايد الخسائر البشرية في صفوف قوات الاحتلال الأمريكيةبأفغانستان. واستدعت مواقف بتريوس مداخلة من رئيس لجنة العسكريين في الكونجرس، كارل ليفين، الذي شدَّد على وجوب أن يبدأ الانسحاب من أفغانستان في يوليو من العام المقبل، معتبرًا أن هذا الأمر يضع المسئولين الأفغان أمام الأمر الواقع الداهم. غير أن السيناتور الجمهوري جون ماكين، المرشّح السابق للرئاسة الأمريكية، دافع عن موقف بتريوس، قائلًا: إن على الولاياتالمتحدة عدم تحديد مواعيد مسبقة لخطواتها العسكرية، بل اختيار لحظة مغادرة أفغانستان وفقًا ل "الأوضاع على الأرض". وكان بتريوس قد تطرَّق في إفادته إلى موضوع موعد الانسحاب المنتظر من أفغانستان، فقال: إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، استخدم مصطلح "بداية عملية الانسحاب" من أفغانستان في يوليو 2011، عوض الإشارة إلى الانسحاب نفسه. وأضاف بتريوس أن قوات الاحتلال الأمريكية ستضطرُّ إلى تقديم المساعدة لأفغانستان "لسنوات طويلة مقبلة" مضيفًا أن القوات الحكومية الأفغانية بحاجة لأعوام عديدة قبل أن تتمكن من السيطرة على الأمور بمفردها. ولدى سؤاله عن الأهداف الأمريكية في أفغانستان قال بتريوس: "المهمة واضحة.. وهي العمل لمنع تنظيم القاعدة وسائر الحركات المسلحة من إيجاد ملاذ آمِن في هذا البلد يتم فيه التخطيط لشن هجمات على الولاياتالمتحدة أو الدول المتحالفة معها. وتطرَّق بتريوس إلى الوضع العسكري في مواجهة حركة طالبان، فأقرَّ بأن الحركة واصلت طوال السنوات الماضية توسيع رقعة نفوذها وسيطرتها على الأرض، ولكن ذلك توقف اعتبارًا من 2010، مع وصول التعزيزات العسكرية الأمريكية. ورأى بتريوس أن تزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الدولية بأفغانستان "أمر طبيعي" يترافق مع تزايد العمل ضد المسلحين، وتوقع أن ترتفع حصيلة الخسائر قبل أن تعود لتتراجع مع انكسار شوكة المسلحين. على جانب آخر، قرَّرت وزارة الدفاع الأمريكية إعفاء بتريوس من منصبه على رأس القيادة الأمريكية الوسطى، كي يتفرغ للمهام في أفغانستان، وسيقوم وزير الدفاع، روبرت جيتس، بترشيح ضابط جديد على رأس تلك القيادة بمجرد أن يوافق الكونجرس على تولي بتريوس زمام الأمور بأفغانستان.