حث الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الإعلام باسم جماعة "الإخوان المسلمين" الدول العربية على توطيد علاقتها مع تركيا، ردًا على مواقفها المناصرة للقضايا العربية، وتحويل وجهتها نحو الشرق بشكل أكبر خلال السنوات الأخيرة على حساب مصالحها مع الغرب. وقال العريان إن تركيا لم تغب عن منطقة الشرق الأوسط وظلت على مدى 300 سنة لاعبًا محوريًا في شئون المنطقة، وأشار إلى ما سماه روح الصلابة التركية في مواجهة الغرب والقوى الاستعمارية، وكذلك مواقفها التي قد تغضب الدول الأوربية برغم ما تسعى إليه من الانضمام إلى الاتحاد الأوربي وهو شيء لا يفهمه من حولوا التاريخ إلى مصالح، على حد قوله. وأشار العريان خلال ندوة بالمركز الثقافي العربي باتحاد الأطباء العرب إلى أن البعض يعزو تزايد الدور التركي في المنطقة العربية إلى وجود فراغ من المنطقة، مشددًا على ضرورة استغلال ميل تركيا الواضح تجاه الدول العربية، وتابع قائلاً: "إذا تقربت تركيا من العرب شبرا فعليهم أن يتقربوا إليها ذراعا وإذا تقربت ذراعا لا أقول فليتقربوا باعا لكن فليتقربوا أمتارا". من جانبها، قالت الدكتورة باكينام الشرقاوي أستاذ العلوم السياسية، وخبيرة الشئون الآسيوية إن هناك شعورًا دائمًا بالتقارب بين العرب وتركيا، حيث أنهما يشتركان في حضارة واحدة، لكن هذا لا يمنع وجود صور نمطية سلبية، مدللة بدراسة حديثة صدرت في تركيا أظهرت أن 35% من الأتراك لديهم نظرة سلبية تجاه العرب مقابل 33% لديهم صورة إيجابية، كما أوضحت أن 25% من الأتراك يرون أن العرب أفضل من الأوربي في حين أن 15% يرفضون ذلك. ليس هذا فحسب، بل أن نسبة تأييد الأتراك الانضمام إلى الاتحاد الأوربي انخفضت، فبعد أن تراوحت ما بين 80%:30% في الفترة من 2002 إلى 2007 أصحبت نسبة من يرون أنهم ينتمون إلى المجتمع الإسلامي تتراوح بين 10 إلى 50 %. وحذرت الشرقاوي من خطورة حالة الفتور في موقف الحكام العرب مقابل اتجاه تركيا نحو المنطقة العربية مفضلين التحالف مع الغرب دون مقاومة لسياساته، وهو ما رأته يمثل مشكلة في العلاقات ما بين العرب وتركيا، مشيرة إلى أن هناك أحساسًا بالمرارة لدى الأتراك من عدم مساندة العرب لها في أحدث أسطول "الحرية" الذي هاجمته إسرائيل في نهاية الشهر الماضي وقتلت تسعة من المتضامنين الأتراك كانوا على متنه. من جهته، قال الدكتور إبراهيم البيومي غانم أستاذ العلوم السياسية إن تركيا ترفض أن تكون مثل اليابان والصين والهند، حيث اكتفت تلكم الدول بأن تكون أقطابا اقتصادية دون أن تمارس أدوار سياسية في جوارها الإقليمي أو خارجه. وأضاف: تركيا ترفض أن تكون حليفًا لضعفاء لكنها تسعى للتحالف مع أقوياء، لذلك فهي بعكس إيران تريد للعراق أن يكون مستقلا مستقرا، وأن يكون عراقا ديمقراطيا، كما أنها تتعامل مع السياسة من مبدأ أخلاقي، لذلك فهي تساند القضية الفلسطينية برغم ما قد يثيره ذلك من مشاكل. وعزا الموقف العربي من تركيا إلى القلق الذي ينتاب الحكام العرب من تجربة الديمقراطية بتركيا، وتابع: التطور الديمقراطي داخل تركيا يقلق الحكام العرب، إلا أنه يعد أخف الضررين على العرب، لأنه لو توقف التطور الديمقراطي في تركيا ستصعد أحزاب تفضل الغرب وتسانده على العرب، مشيرا إلى أن إسرائيل هي الأقل رغبة في توقف التطور الديمقراطي داخل تركيا بينما الولاياتالمتحدة وبريطانيا الأشد رغبة لذلك.