شكا إسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي بالقاهرة أمس مما دعاه ب "التعامل البارد" من قبل كبار المسئولين بوزارة الخارجية المصرية تجاه طاقم سفارته، وفق ما جاء في شكوى بعث بها إلى الحكومة الإسرائيلية، مطالبًا إياه أن تعامل ياسر رضا السفير المصري في تل أبيب، بذات الطريقة التي يُعامل بها في مصر. وقال ليفانون الذي تولى منصبه قبل شهور فقط، إنه أصبح من الصعب إجراء أي لقاءات مع المسئولين المصريين، بل أن الأمر يصل إلى قيامهم بفرض إملاءاتهم علينا فيما يتعلق بتلك اللقاءات وهوية من نقابلهم، وفقا لما ذكرته إذاعة الجيش الإسرائيلي في تقرير أمس. وهذه ليست المرة الأولى التي تشكو فيها تل أبيب من أسلوب تعامل القاهرة مع السفير الإسرائيلي، فمنذ أسابيع انتقدت وسائل الإعلام العبرية ما أسمته حالة العداء التي يعاني منها ليفانون بالقاهرة، واصفة ياسر رضا السفير المصري بتل أبيب بأنه "ملك على إسرائيل" وفي المقابل تتعامل مصر مع السفير الإسرائيلي على أنه "سجين أو معتقل يخضع لمراقبة المصريين" طوال الوقت. واستنكر السفير الإسرائيلي ما أسماه المعاملة البارد التي يقوم بها المسئولون بالخارجية المصرية تجاه المسئولين بالسفارة، قائلا في برقيته إن التعامل المصري معه وصل إلى درجات لا يمكن وصفها مقترحا على الخارجية الإسرائيلية التعامل بذات الأسلوب مع ياسر رضا سفير مصر بإسرائيل، شاكيا من قيود تفرضها مصر على كل ما تقوم به السفارة الإسرائيلية بشكل لا يمكن وصفه، بحسب قوله وأضاف إنه أصبح من الصعب إجراء أي لقاءات مع المسئولين المصريين، بل إن الأمر وصل إلى أكثر من هذا فهم أي المصريين يقومون بفرض إملاءاتهم علينا فيما يتعلق بهذه اللقاءات ويحددون لنا هوية من نقابلهم. وأشار إلى أن تلقى تعليمات من القاهرة بعدم المشاركة في حفل تضامن مع القارة الأفريقية تنظمه الخارجية المصرية، موضحا أن المصريين يدفعوننا إلى التعامل معهم بالمثل، وتابع قائلاً: "إذا كانت هذه رغبتهم فليكن، ربما إذا فعلنا ذلك يغيّرون من تعاملهم السلبي معنا، وإذا غضينا الطرف عما يفعلونه معنا فلن يؤدي هذا إلى أي فائدة". من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الأوساط الإسرائيلية تتعامل بشكل منفتح مع أعضاء طاقم السفارة المصرية بتل أبيب، موضحا أن السفير المصري يتمتع بحرية مطلقة في إجراء لقاءات مع أعضاء الكنيست ونشطاء السلام الإسرائيليين بمختلف أطيافهم، علاوة على رجال الأعمال والصحفيين الإسرائيليين، وأن من النادر أن يتم رفض أي طلب له في إجراء لقاءاته. وأضافت إن كل السفراء الإسرائيليين الذي عملوا بالقاهرة تحدثوا عن تجاهل المصريين لهم وذلك في أفضل الأحوال، أما في أسوأها فهؤلاء السفراء تعرضوا إلى هجوم عدائي من قبل وسائل الإعلام المصرية، لافتا إلى أن ليفانون الذي وصل إلى القاهرة لمباشرة مهام منصبه خلفًا للسفير السابق شالوم كوهين منذ حوالي 3 أشهر يعاني من التعامل المصري المعادي لإسرائيل ويصعب عليه التعايش مع هذا الوضع.