** اقرؤوا هذه الكلمات لزميل صحفي يقول فيها: "يا فرحة أمك بيك يا مرسى.. تعيش فى أمان وحراسة ومستوى إقامة عشر نجوم، والبلد بيولع على يد عصابتك.. لو كنت رئيسًا ناجحًا فماذا فعلوا بنا.. لو كنت مكانك أيها الفاشل لانتحرت حزنًا وكمدًا على ما يحدث بسببى.. لكن واضح أنك لا تملك حتى إحساس الخنازير.. لعنك الله أيها الإمعة الفاشل". (انتهى). ** واقرؤوا هذه الكلمات لزميل صحفي أيضًا يقول فيها: "مرسي في السجن ومصر تغرق في نهر الدم، وأوغندا تدشن أمس سدًا جديدًا على النيل.. جتكم نيلة أيها الكتاب والمفكرون والشعراء الغشاشون.. أعلم أن بلادي تغرق في نهر الدم بفعل مناشدات وتفويضات وقرارات السادة الجلادين.. ولأن الدم هان فقد يكون من اللائق عدم الحديث عن نهر النيل.. لكن هذا كله لن يمنعني وأنا أشرب دمعي مثل ملايين المصريين من إهداء السادة الجلادين بإعلامهم ومفكريهم "مفكري الزمن الأغبر" هذا الخبر: دشن الرئيس الأوغندي يوري موسفيني أول أمس السد الأوغندي الجديد على النيل والذي تقيمه شركة سينو هايدرو الصينية".. مرسي الآن في السجن، أيها الناعقون من الكتاب الذين تفلسفوا والمفكرون الذين تأسفوا والشعراء الذين ندبوا.. وآه يا زمن الكذب والخداع والغش وإلهاء الشعب". (انتهى). بين التعليقين الأول والثاني مسافات شاسعة بقدر المساحات الشاسعة حزنًا وفرحًا التي تنتاب الشعب "المضحوك عليه" الآن إعلاميًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وأخلاقيًا أيضًا، مع أن صاحبي التعليقين مسلمان، عربيان ، مصريان، بل من مدرسة صحفية واحدة، وزملاء مهنة واحدة، وجريدة واحدة، وتضمهما نقابة صحفية واحدة، وتعلما على يد صحفية واحدة، هي يد صحفي كبير ومنهي جليل أدبًا وخلقًا وعلمًا، وليس من خلقه سب الناس أو التشفي فيهم ولم يعلمها ولم يعلمنا أيضًا هذا الخلق البذيء أبدًا، لكن التباين يترجم أن كل واحد يعمل بما يمليه عليه ضميره وتوجهه واتجاهه، وما تمتلئ به النفوس المشحونه بالصح والخطأ والحق والباطل، وما يستساغ وما لا يستساغ.. وهي في النهاية ترجمة لأخلاق أصحاب المهنة فكل ينضح بما فيه خلقًا وأدبًا وألفاظًا وهدوءًا أو تشنجًا أو كرمًا في اللفظ أو بذاءة في الكلمة. كتبت للأول كلامًا أكفكفه فيه وأهدئ من غضبه وخروجه عن المألوف ثم تراجعت عن إرساله إليه وقلت سأجعلها قضية عامة علها تلمس شغاف كل صحفي إو إعلامي على شاكلته فيراجع نفسه ويزأر بالحق.. وكان مما كتبته له: "زميلي العزيز( فلان).. ما عهدتك لعّانًا ولا سبّابًا ولا شتّامًا ولا قبيح اللفظ، عهدتك مؤدبًا وحييًّا وكريمًا وابن كرام بررة.. لا تواجه مخالفك باللعن فهذا ليس خلقك أيها العزيز، هذا خلق غوغائي الإعلام وبلطجية "الفيس بوك".. أما أنت، الإنسان النقي، والصحفي والأزهري، الذي أعرفه جيدًا، وأحبه جدًا وأحترمه جدًا، منذ عشرات السنين، فحري به ألا يقلدهم في بذاءة الخلق وقذارة اللسان، فهو أكبر وأعقل من هذا، وهو يعلم أن المخالف يواجه بالرأي المتزن العاقل الذي يدحض حجته فقط دون التعدي على شخصه وإنسانيته وإسلامه، سيما إن كان مغلول اليد فاقد السلطة، لا يستطيع أن يرد عليك، أو حتى يدافع عن نفسه، أيًا كان مرسي أو السيسي أو حتى نتنياهو"! ألم تعلم يازميلي أن من أبجديات العمل الإعلامي أن تكون محايدًا في الطرح وأن تكون مؤدبًا في طرح موضوعك، وانتقاء كلماتك واختيار ألفاظك، حياديًا في مناقشة قضاياك، موضوعيًا في كلامك، الذي هو "عقلك تعرضه على الناس"، ليحكموا من خلاله عليك، مقتنعًا بما تريد أن تقنع به الناس، وأول علامات الإقناع ألا تكون سبابًا أو لعانًا أو ساخرًا من بني الإنسان، أولًا تكون متبعًا لسياسة الإقصاء التي تمارس في مصر بقوة وجهل؛ حتى تكون مقبولًا في طرحك، مؤثرًا فيما تقول مقنعًا فيما تكتب؟! يازميلي العزيز - وأنت الأزهري تعليمًا وشهادةً- ألم تقرأ قول الله تعالى في كتابه الكريم: {وقولوا للناس حسنًا}؟؟ وقوله سبحانه وتعالى:{ لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم}؟ ألم تعلم أن اللعنة إن خرجت منك لمسلم، سيما وهو غائب عنك، ولم يسبك أو يؤذك، فسترجع عليك مرة أخرى فتبوء بها بذبنها، وتتحمل إثمها؟! كان بودي أن يسمع زميلي الأول كلام زميله وزميلي الثاني، وهو كلام عاقل واعٍٍ منصف يطرح القضية بتعقل ويجعلك تستنتج الحق الغائب، ليته يقرأ ويسمعني تعليقه بتعقل وليس بتشنج أو تعصب.. ****************************************************************** ◄◄رسالتان مصريتان من خارج الحدود ◄الرسالة الأولى: عبارة عن سؤال ماذا يحدث بجريدة "المصريون" أحاول دائمًا التدقيق والبحث فيما ينشر، فمثلا تقول إن جريدة أمريكية تقول كذا، ثم أذهب للبحث أرى ترجمة عكس ما تقول حاولت التواصل مرة واحدة مع بعض القائمين على أمرها؛ لتوضيح ما يفعلون فلم يهتموا.. هل الصحف المصرية أصبحت لا تعبر إلا عن الأمر المفروض فالإعلام الغربي به كذب ولكن يقابله إعلام مهني محايد، فأنا أفزع من الصحف المصرية؛ لأن الحرب أصبحت مستعرة على الإسلام، فالقضية أكبر من جماعة ورئيس، لكن أصبحت حربًا على هوية شعب بأكمله أو أغلبه.. سؤال فقط عسى أن أجد له إجابة مع احترامي وتقديري". ◄ الرسالة الثانية : هل ما يحدث فى مصر يرضى الله ورسوله؟ هل الأخلاق تدنت إلى الأسوأ وأرى على صفحات التواصل الاجتماعى الفرحة فى سفك الدماء بعضهم من الأصدقاء والأهل وغيره، بالاضافة إلى الإعلام الذى أعمى قلوبهم قبل بصيرتهم؟ ولماذا هذا الكره من صحيفة "المصريون" للمعتصمين؟ فى الحقيقة تربيت على أن الدم غالٍ والإنسان الراقى عندما يرى حيوانًا يقتل بدون سبب فإنه يتألم لهذا الحيوان لكن فى مصر أناس تحولت قلوبهم أكثر من الحجارة. ولا أملك إلا أن أقول حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من سفك دماء برئية. هل كرهى لشخص يجعلنى أفرح فى سفك دمائه؟ الإعلام هنا (خارج مصر) يعطيك الصورة الحقيقية بالصوت والصورة، حتى إذا لم يكن معك، سبحان الله الإعلام أغلبه يصدق فى حالة "المعتصمين".. حسبى الله ونعم الوكيل وفوضنا الأمر لله". (انتهى) = الرسالة الأولى والثانية أيضًا، لسيدة مصرية فاضلة تقيم في بلد أجنبي خارج مصر- لا يعنيها ذكر اسمها- غير أن قلبها موجوع على مصر وقضايا مصر، وكلامها العاتب ل"المصريون" أنقله كما هو، من باب تذكير أنفسنا قبل غيرنا بما يحدث.. ولعل الحيرة في رسالتها الثانية تمثل حيرة ملايين المصريين في داخل المحروسة وخارجها وخارج خارجها أيضًا.. وأعتقد أن حيرتها ستزداد لأنها أرسلت رسالتها هذه في يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، ولم تكن أعداد القتلى قد زادت في رمسيس وأكتوبر، وبقية ميادين ومحافظات مصر، بعد ذلك، وأخشى ما أخشاه أننا سنقضيها "فترة سفك دماء وإزهاق أرواح"، وأن تكون هذه هي الديمقراطية التي لا تصلح مصر إلا بها!◄◄قالت الحكماء: ◄"الإعلام المصري ليس غبيًا.. بل هو واثق بغباء متابعيه"! دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.