شنت قوى ثورية على رأسها حملة "تمرد" هجومًا شرسًا على الدكتور محمد البرادعي بعد تقديم استقالته، من منصبه على خلفية مجزرة فض الاعتصامات، معتبرة أن موقفه يمثل هروبًا من المسئولية في وقت كان يتطلب وجوده بقوة لتوضيح صورة الأحداث للعالم الخارجى. وقال محمد نبوي، عضو اللجنة المركزية بحملة تمرد، إن ما قام به الدكتور محمد البرادعى هروب من المسئولية، معتبرًا أنه اختار أن يجمل صورته الخارجية عن صورته أمام الشعب الذي فوضه ليكون نائب الرئيس للعلاقات الخارجية. وأضاف أن إصرار "تمرد" على اختيار البرادعى كان نتيجة إصرار حزب النور على إقصائه، رغم أنه لم يكن مشاركًا في الثورة، مشددًا على رفضه فرض آرائه على المصريين، حسب قوله. وتابع "البرادعي باستقالته خيب آمال الشعب المصرى كله وليست حملة تمرد فقط"، معتبرًا أنه يمسح تاريخه بيده. الأمر ذاته، أكدته عبير سليمان، أمين تنظيم تكتل القوى الثورية الوطنية، مشيرةً إلى أن البرادعي تخلي عن القوى الثورية وإدارة المشهد، وأضافت: "دعمنا البرادعي في العديد من المواقف ودافعنا عنه عندما شنت ضده حملات التشويه وذلك من أجل الحفاظ على مبادئ الثورة ومكتسباتها وأعربنا عن اطمئناننا عندما تولي منصب نائب الرئيس ولكنه خذلنا باستقالته". وأشارت إلى أن مصر تعيش على صفيح ساخن وكان على البرادعى أن يمارس الضغط لإدارة المرحلة الراهنة، بدلاً من الاستقالة. من جهته، اعتبر محمد فوزي، المنسق العام لحركة الثوار الأحرار، أن استقالة البرادعي "خيانة للوطن"، مشيرًا إلى أن انسحاب البرادعي سوف يحسب ضده وربما ينهي رصيده وتاريخه. وأكد أن ثوار مصر مستمرون في مسار تحقيق أهداف ثورة 25 يناير علي الرغم من استقالة البرادعي، لأن البلاد تمر بأخطر مرحلة في تاريخها المعاصر.