أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، أنه يجب شرعًا على المسلمين في كافة أنحاء الأرض على اختلاف ألوانهم، واتجاهاتهم، ومذاهبهم السعي الحثيث والدءوب نحو الوحدة، وأنه يتحتم عليهم وضع قضية الوحدة الإسلامية موضع الأولوية القصوى، والضرورة الملحة في الخطط القومية باعتبارها واجبًا دينيًا؛ وذلك بالنظر إلى الظروف التي يعيشها المسلمون في الوقت الحاضر. وقال إن مفهوم التقريب بين السنة والشيعة لا يعني أن يدخل أحد أهل المذاهب في المذهب الآخر، ولا يعني أن يتنازل أحد عن اعتقاداته، ولا يعني أيضًا فتح الباب لنشر مذاهب الآخرين في غير البلاد الموجودة بها أصلاً مما يثير الفتن والقلاقل، ويخل بالنظام العام، في إشارة مبطنة إلى انتقاده التبشير بالمذهب الشيعي، الأمر الذي يثير اتهامات خصوصًا إلى إيران بالسعي إلى تصدير الفكر الشيعي بالمجتمعات السنية. وقال جمعة خلال استقباله أمس بمكتبه بدار الإفتاء المصرية مجتبي أماني القائم بأعمال السفير الإيراني بالقاهرة، إنه يستنكر المسلك الطائفي، ويرى أنه مخالف لجهود التقريب والحوار، ولا ينبغي أن يطغى ذلك المسلك على أصوات الحكمة والاعتدال والرشاد؛ الذي ينبغي إبرازه والتواصل معه لخدمة القضايا الإسلامية المعاصرة. وذكر أن كثيرًا من علماء المسلمين والأزهر الشريف وغيره من المؤسسات الإسلامية قد أقرٌّوا جواز الاستفادة من التراث الفقهي للمسلمين بصفة عامة؛ بما فيهم تراث علماء الزيدية والإمامية، فهذا من الثراء الفكري الذي لا يسع أحدًا إهداره. وأضاف: يجب أن نميز بين بعض السلوكيات الطائفية أو التوسعية التي تنتهجها بعض الحكومات والأفراد والجماعات، والأفكار الطائفية التي تتمسك بها بعض الاتجاهات المتشددة من جهة، وبين المراجعات العلمية الحكيمة والسلوكيات الرشيدة التي يرجع إليها عقلاء المذاهب ومُنَظِّرِيها، وتابع: إننا وإن كنا نستنكر المسلك الأول ونرى أنه مخالف لجهود التقريب نرى أنه لا ينبغي أن يطغى على المسلك الثاني الذي ينبغي إبرازه. من جانبه، أكد أماني القائم بأعمال السفير الإيراني بالقاهرة حرص المؤسسة الدينية الإيرانية على تقوية أواصر التعاون والتقريب والحوار مع مصر على كافة المستويات العلمية والدينية.