أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية أن مبادرة «كلمة سواء» التى تم إطلاقها عام 2007 ووقع عليها نحو 300 عالم من جميع أنحاء العالم لا تعنى «خداع المسيحيين أو فرض العقيدة الإسلامية عليهم ولا حتى إدخالهم فى دين الإسلام»، ولا تعنى أيضا التدنى بمستوى الأديان إلى الوحدة المصطنعة. وقال المفتى فى مؤتمر: «كلمة سواء.. النظرية والتطبيق» الذى أقيم يوم الجمعة بجامعة زايد بأبوظبى، أن هذه المبادرة محاولة لإيجاد أرضية مشتركة جوهرية موجودة، وراسخة الجذور فى التراث الإبراهيمى المشترك، وتهدف «للقضاء على الشكوك المتبادلة فيما بيننا»، مؤكدا أنه لم يعد هناك مكان ولا إمكانية للعزلة ولا الانعزال، لم يعد هناك إلا أن نعيش سويا على هذه الأرض. وأكد أن المشاركة فى مبادرة «كلمة سواء» والحوار لا يعنى استعداد المسلمين للانحراف ولو قيد أنملة عن معتقداتهم فى سبيل إقامة علاقات مع المسيحيين.. لافتا إلى أن ضبط هذه المصطلحات والاتفاق سينهى ثلاثة أرباع اختلاف أهل الأرض وسيكشف أن المساحة التى بينا وبين الآخر أوسع بكثير جدا فى حالة الاتفاق والاشتراك من مساحة الاختلاف. وأكد مفتى الجمهورية فى المؤتمر الذى أقيم برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالى والبحث العلمى بالتعاون مع جامعة كارولينا الجنوبية وبمشاركة عدد من العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحى فى العالم فى المؤتمر عبر «الفيديو كونفرانس» أن القدس والقضية الفلسطينية والسخط على السياسة الخارجية الأمريكية والإرهاب والأصولية و«البروباجاندا التى يقوم بها الأصوليون (من الجانبين المسلمين والمسيحيين) كانت أحد العوامل أدت إلى الاعتقاد فيما يسمى ب«صدام الحضارات» بين المسلمين والمسيحيين منذ انهيار الاتحاد السوفييتى فى 1990 موضحا أن الإعلام قد لعب دورا كبيرا فى تشكيل صور نمطية مسيئة عن الآخر. ونبه إلى ضرورة التعاون فى مجال مكافحة المخدرات وانحراف الشباب ومجال أخلاقيات الإعلام وحماية الشباب من حملات الفساد والانحلال، مشيرا إلى أنها مشكلات مشتركة تعانى منها المجتمعات البشرية وقال إنه من خلال مئات المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية المؤثرة إعلامية واجتماعية يمكن التوصل إلى شريعة إسلامية مسيحية لأخلاقيات الإعلام والإعلان، مما يحد بشكل مباشر من مستوى الهبوط الأخلاقى فى عدد كبير ومن وسائل الإعلام.. وقال المفتى إن مبادرة «كلمة سواء» التى أُطلقت فى الثالث عشر من أكتوبر من عام 2007، أصبحت المبادرة الأبرز عالميا فى الحوار بين المسلمين والمسيحيين على وجه الخصوص وازداد عدد الموقعين عليها من علماء المسلمين على المبادرة ليصل إلى 300 عالم بالإضافة إلى ما يزيد على 460 منظمة وهيئة إسلامية، وأنه نتج عن إطلاق هذه المبادرة مبادرات أخرى شعبية فى الهند وبنجلاديش، وأمريكا، وكندا، وبريطانيا وعدد من الأنشطة أخرى قائمة على أساسها فى مناطق مختلفة من العالم. ودعا مفتى الجمهورية إلى فتح أبواب جديدة لحوار الأديان والثقافات تتعلق بالتعاون فى مجال التنمية البشرية انطلاقا من الرؤى الدينية فى كل مجال من مجالات التنمية، والبحث عن دور القيادات الدينية فى التفاعل الإيجابى مع هذه القضايا وتوظيف المكانة المعنوية الكبرى لهذه القيادات فى رفع مستوى الحياة الإنسانية والتعاون فى مجال رعاية البيئة. كما دعا مفتى الجمهورية إلى تعاون القيادات الدينية فى التوعية الصحية ومكافحة الآفات السارية والإفادة من القواعد والضوابط الدينية الإسلامية والمسيحية التى تحرم الزنى وكل أنواع الانحراف وكسر حدة الفقر والبطالة ومحو الأمية والظلم الاجتماعى وتدريب البشر على الوضع الجديد الذى أصبحنا بموجبه نعيش فى جوار واحد ولابد أن يقوم على أن يعرف بعضنا بعضا، ثم نبحث جميعا عن المشترك، ثم نضع خطط التعاون، ثم نعمل على الاستمرار للوصول إلى السلام العادل والدائم أمامنا طريق طويل ومجال واسع للتعاون بين الطرفين.