كان الفنان الكوميدي الراحل ابراهيم سعفان في مسرحية لا أذكر اسمها شاركه فيها البطولة كل من الراحل ابو بكر عزت والراحلة نجوى سالم ، كان كلما شاهد الممرضة الحسناء نجوى سالم يتمسك بالبقاء في سريره قائلا ( أنا مرتاح كده .. أنا مبسوط كده ) وكلما اقتربت منه ( التومورجية ) البدينة يغضب ويرفض ويبكي راجيا البقاء حيث الفاتنة الجميلة .. لم يكن سعفان يملك من مقومات الجمال ما يغري الفاتنة ثم إنه مريض يجب عليه اتباع الاوامر ولكنه كان يعتقد أن تشبثه بالسرير وهتافاته المتكررة والمعادة ستغني عنه شيئا ، وكذلك السلطة في مصر على قبحها وسوء اخلاقها وقبح افعالها ، تردد نفس مقولات ابراهيم سعفان أنا مبسوط كده أنا مرتاح كده ؟ لماذا يا أيتها السلطة؟ لأنها تستمع بالقرب من مصر وتريد أن تخنق مصر استمتاعا السلطة المريضة القبيحة تعشق مصر الجميلة الحسناء لمجرد انها اعجبتها ووقعت في غرامها لم تقدم لنا السلطة أي شيء يفيد أنها أهل لهذا الحب والعشق ولم تقدم لنا الاجابة على السؤال الآخر وهو هل تحب مصر هذه السلطة ؟ وهل مصر بعظمتها وشموخها قد وقعت في غرام هذه النخبة أو السلطة ؟ الشاهد في الأيام الأخيرة أن مصر لم تعد ترغب مجرد الرغبة في رؤية هذه النخبة أو السلطة وان مصر بكل قطاعاتها ليست مرتاحة كده ولا مبسوطة كده فلماذا تصر السلطة على ترديد شعارات فارغة توحي للناس بأنه مادامت السلطة مرتاحة فبالتأكيد ستكون مصر مرتاحة ! السلطة المرتاحة كده والمبسوطة كده هي سلطة بلا قلب وهذا تأكدنا منه منذ زمن ولكننا وبعد حادثة الاعتداء على القضاة وسحل القاضي وابنه وكيل النيابة بحجة عدم تعرف الأمن علي هويتهم تأكدنا أنها بلا عقل أيضا إذن سلطة بلا عقل ولا قلب وليس فيها من الجمال أي ملمح وتريد أن تبقى ممسكة ومستمسكة بحكم مصر ؟ وعلى قول رجل الشارع البسيط ( بأمارة ايه ) لم تدفع السلطة أي عربون من أجل أن تنال حب مصر ورضا مصر وتتمتع بالقرب من مصر مجرد الاقتراب وليس التملك لم تدفع السلطة لنا نحن المصريون مهرا لكي تحكم مصر التي هي بلدنا نحن ؟ أي عربون قدمته لنا ؟ هل تذكر عزيزي القارئ انجازا يمكننا الحديث عنه خلال الربع قرن الماضية ؟ لا تحدثوني عن الكباري و الانفاق ؟ لا تقولون لي إن توشكى كان عربونا مناسبا فلا زلنا نستورد القمح تدرون من أين ؟ من روسيا ... لا من استراليا ... ليست وحدها من أمريكا .. أمر مفروغ منه من سورية .. هل تصدقون ذلك ومن قبلها من السعودية التي لا تجري فيها أنهار ولم تعرف الزراعة الا حديثا السلطة المرتاحة كدة والمبسوطة كده لا أعرف سر راحتها وانبساطها هل هي مبسوطة وهي تنكد على خلق الله وتعتقل من تشاء وقتما تشاء هل هي مبسوطة وهي تقدم الدعوة على طبق من ذهب لرئيس وزراء الصهاينة الذي يحاصر اخواننا في فلسطين نفسي بالفعل اعرف سر انبساط السلطة وسر ارتياحها وأحيانا يرادوني سؤال عن هذا السر كما كان يفعل الراحل حسن عابدين في اعلانه الشهير ( ايه هو سر شويبس ) واليوم يمكننا أن نسأل نفس السؤال ( ايه هو سر انبساط وارتياح سعادتك يا سلطة ) والاجابة المعهودة (لقد حافظنا على مصر وسط امواج متلاطمة من الأحداث العاتية ونجحت القيادة في أن ترسو بمصر على شاطيء الأمان ، ولم تغامر السلطة مثلما فعل بعض المغامرين الذين لم يقدروا حجم المسئولية والذين تعاملوا بعنترية وها نحن نجني اليوم ثمار السياسة الرشيدة وننعم بالاستقرار ، لأنه وكما تعلمون فمصر منذ زمن بعيد مستهدفة من قوى خارجية لا تريد لها ولا لشعبها الخير ، ولكن في النهاية هذه مسئولية كبيرة ) حد فاهم حاجة ! تحت السطور لم يعد هناك شيء تحت السطور لأن السلطة قررت التعامل مع الشعب على المكشوف والمفضوح أحيانا