افتتح الخميس الماضي العرض المسرحي "ملك الشحاتين" علي خشبة مسرح السلام وحرص الفنان حسين فهمي علي حضور العرض الأول. وبعد افتتاح العرض بأيام قليلة تعرضت المسرحية لهجوم شديد وذلك بالرغم من محاولة المخرج المسرحي محمد الخولي تقديم توليفة متنوعة من النجوم، وتقديم عمل مختلف عن عرض مسرحية النمر الذي سبق أن قدمه من قبل لمحمد نجم بمدينة الإسكندرية، حيث استعان في "ملك الشحاتين" للمؤلف الراحل نجيب سرور بنجوم كبار منهم نجوي فؤاد وسامي العدل ومحمود الجندي ولقاء سويدان لكن يبدو أن هذه الكوكبة من النجوم لم تشفع له، دافع الخولي عن موقفه ورؤيته لعمل نجيب سرور قائلا: "ملك الشحاتين" قدمت علي مسرح البالون لأول مرة في السبعينيات وكانت من إخراج الفنان جلال الشرقاوي ثم قدمت مرة أخري من حوالي 20 سنة لمسرح القطاع الخاص ونحن نقدمها بمسرح الدولة عام 2010 لأسباب عديدة أولها ان مسرح نجيب سرور من علامات المسرح المصري وملك الشحاتين من أهم أعماله.. كتبها الشاعر الراحل بحرفية عالية جدا في إطار الأوبريت فالمسرحية مكتوبة شعرا والأوبريت جزء من الدراما المسرحية، وأعتقد أن تقديمها نوع من إحياء التراث المسرحي وإحياء فن الأوبريت بشكل خاص، خاصة أن كل الكتاب الجيدين هربوا من المسرح للتليفزيون والسينما فحتي نقدم خطة مسرحية قوية لابد ان نستعين بما لدينا من تراث مسرحي، وهي تعتبر من ريبرتوار المسرح المصري. ويضيف: سبق أن قدمت العرض للثقافة الجماهيرية وأي عمل مسرحي بفريق عمل جديد لابد أن يحمل رؤية جديدة وتصورا جديدا واختلاف هذه العناصر لابد أن يحمل تصورا جديدا فالمسرحية تتناول صراعا بين الحرامية والشحاتين علي أحقية الزعامة، فلابد أن يختار الشعب في النهاية الزعيم، والشعب لابد من احترام وجهة نظره، إلي جانب ذلك فإن فن الأوبريت يضم عناصر بهجة وتتمثل في تحقيق المتعة البصرية والمتعة السمعية من خلال الرقصات والتابلوهات الغنائية ويضيف الخولي الأوبريت يأخذ مساحة توازي مساحة الدراما في العرض وهذا هو اقرب الأشكال المسرحية لذوق المواطن المصري لأن المصريين دائما يميلون إلي البهجة، قدمنا جرعة أكبر من الكوميديا وهي الإضافة الوحيدة غير الموجودة بورق نجيب سرور، لكن كل العمل والأشعار كما هي وكما كتبها سرور بترتيبها في العرض، فليس هناك أي حذف او إضافة كما لم نقدم غنوة بالعرض غير موجودة بالنص الأصلي لأنني كنت حريصا علي الحفاظ علي نجيب سرور، أيضا استطعت جمع مجموعة من النجوم لهذا العمل في وقت من النادر أن تجدي فيه نجما متفرغا ولديه استعداد أن يقدم مسرحا، فكل الأسماء الكبيرة مرتبطة بأعمال رمضان لكن الحقيقة أن اسم نجيب سرور ساعدني علي إقناع النجوم بالعمل، فرغم كل ارتباطاتهم إلا أنهم تحمسوا للعمل للغاية ، كذلك إدارة المسرح الحديث وفرت كل الإمكانيات المادية حتي يخرج هذا الأوبريت. وعن تقديم ريكو لأجزاء من أغانيه بالعرض قال الخولي :طلبت من ريكو ان يقدم أجزاء من أغانيه بالعرض وريكو دوره في المسرحية المغني الذي تدور علي لسانه الأحداث فهو أشبه بالراوي الذي يعلق علي المشهد بالغناء وهو في نفس الوقت من ضمن مجموعة الحرامية المصاحبين للمعلم الكبير فعندما يحتفل مجموعة الحرامية بزواج قائدهم طبيعي أن يقدموا مجموعة أغان شعبية خاصة أن الحرامية ينتمون للطبقة الدنيا في المجتمع وريكو مطرب شعبي وشيء طبيعي أن نستفيد من أغانيه وعلي مدار العرض يغني أكثر من مقطع من أغانيه هذا بالإضافة لأغاني النص الأصلي، لذلك طلبت منه تقديم أجزاء من هذه الأغاني لكنه لم يضع أية شروط علي الإطلاق. وعن الهجوم الذي تعرض له العرض قال: توقعت ذلك لأن الناقد الذي هاجمنا كنت أعلم أنه سيكتب عن العرض بهذا الشكل لأنه للأسف كانت لديه أزمة مع المسرح وليست معي انا شخصيا فكان سيهاجم العرض حتي لو كان كرم مطاوع هو المخرج، وأشار إلي: إن البروفات استمرت شهرًا فقط وتمكنت من الانتهاء من بروفات التمثيل والاستعراضات وبروفات مجاميع واستوديوهات تسجيل خلال هذه المدة القصيرة، وهذا يجعلني أكثف عملي إلي جانب أن إيقاعي في العمل سريع وآخر مسرحية قدمتها "النمر" أذكر أنني انتهيت من الفصل الأول في أول بروفة ، كما أنني أعمل مخرجا منذ عام 1983 والخبرة جعلتني أسير في كل خطوط العمل بشكل متواز بمعني أنني لا أبدأ في شيء ثم أنتظر حتي الانتهاء منه بل أقوم بالبروفات في وقت واحد . أما عن اختلاف شكل الكوميديا التي قدمها بهذا العمل عن عرض "النمر": فيقول: الحقيقة أن هذا العرض استعراضي والنمر كان عرضا كوميديا صرفا فكانت الكوميديا هي الأساس في النمر، وكنت وقتها أقدم مسرحية كوميدية لجمهور من المصطافين في الإسكندرية فلابد أن يضحك الجمهور لأنه مصيف، وهذا النوع من المسرح لابد ان يحتوي علي ضحك وبهجة لكن العمل هنا مختلف فهنا أقدم أوبرتا يعني غناء واستعراضا والغناء هو الأساس والكوميديا هنا تأتي في المرتبة الثانية لكن في النمر كانت الكوميديا في المرتبة الأولي وحتي في اختياري للممثلين اخترت نجوم كوميديا في مثل محمد نجم ومظهر أبو النجا لكن عندما أقدم غناء ورقصا كان لابد أن يكون هناك ريكو ونجوي فؤاد ولقاء سويدان فلابد أن يحدث اختلاف، لم تكن لدي أزمة عندما كان محمد نجم يضيف الإفيهات للنمر خاصة إذا كانت هذه الإفيهات مناسبة وفي مكانها لكن إذا خرجت عن إطار الشخصية التي يقدمها بالطبع كنت سأعترض. حسين فهمي فاجأ الجمهور بعد انتهاء عرض الليلة الأولي بالصعود إلي خشبة المسرح لتهنئة زوجته لقاء سويدان وقبلها أمام الجمهور الذي حيا النجم الكبير. العرض:ملك الشحاتين المكان:مسرح السلام الممثلون: نجوي فؤاد ولقاء سويدان وسامي العدل ومحمود الجندي وريكو ومنير مكرم. تأليف:نجيب سرور إخراج: محمدالخولي غناء :لقاء سويدان وريكو ألحان:صلاح الشرنوبي ديكور: محيي فهمي أزياء: هدي السجيني استعراضات: حسن إبراهيم