الإرهاب ظاهرة عالمية تاريخية متنوعة الأشكال، مختلفة الأنواع، متشعبة الأطراف ومتعددة الأهداف، شعارها الأكبر هو الغاية تبرر الوسيلة، والعنف هو أفضل وأسرع وسيلة لتحقيق تلك الأهداف. فهناك إرهاب الدول والحكومات، وعمليات أجهزة المخابرات والاستخبارات، والعمليات العسكرية الوحشية ، والممارسات القمعية الانتقامية، وجرائم الاغتيالات والتصفية الجسدية... وغيرها من العمليات الإرهابية المنافية للأعراف الدولية، والمخالفة للمبادئ الإنسانية، والتى تتم جميعها بدوافع سياسية، وأطماع توسعية للهيمنة على مصادر الثروة واتساع نطاق النفوذ. وهناك إرهاب المنظمات العالمية المأجورة وغير المأجورة التى تهدف إلى الحصول على مكاسب مادية، أو تحقيق أغراض سياسية واقتصادية. وهناك منظمات إرهابية مستقلة أو منظمات عميلة تتعامل لصالح جهات أجنبية لتحقيق أغراضٍ نفعيةٍ ومكاسِبَ مادية. وهناك أنواعٌ متعددة للإرهابيين، فمنهم المأجورين، ومنهم المرتزقة المنتفعين بالعمليات الإرهابية لتحقيق مكاسب مادية، ومنهم المُضَللين المتورطين فى تلك العمليات تحقيقًاً لمبادئ بالية وأفكار وهمية . ومنهم المنحرفين المعتدين المتآمرين الذين يمارسون العنف والقتل والتنكيل للوصول إلى أغراضهم الدنيئة وتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم غير المشروعة. وإرهاب الدول والجماعات والأفراد حدث عبر جميع العصور ويحدث فى كل زمان ومكان، ولا يصح على الإطلاق إلصاق هذه الظاهرة الممقوتة بالأديان السماوية التى شرفنا الله بالانتماء إليها، والتى تحث جميعها على الرحمة والتراحم، والتسامح والسلام والمودة، ونشرالدعوة والدعاء لجميع البشر بالهدى والهداية. وكلنا نعلم أن جميع الرسل والأنبياء من آدم -عليه السلام- حتى محمد – صلى الله عليه وسلم- جاهدوا وكافحوا ،وتعرضوا للأهوال والابتلاءات والمحن العصيبة لإعلاء كلمة التوحيد، وترسيخ المبادئ السامية، وشيوع القيم الإنسانية النبيلة، ونشرالسلام والرحمة والتراحم بين جميع البشر، والرأفة بجميع الكائنات الحية. وكل رسول ونبى حمل رسالته على كاهله ونشر دعوته بين قومه، وأخبر بمن قبله وبشر بمن بعده. وفى نهاية الأمر فإننى أنادى بحشد جميع الجهود الشعبية والوطنية لحماية وطننا من شرورالفتنة، والنجاة من براثن الفتن التى أطاحت بأمم ودمرت شعوب، كما أطالب ملحًا باليقظة والوعى وحشد جميع الجهود للحفاظ على السلام الاجتماعى وحماية الوطن والمواطنين فى جميع ربوع مصر كنانة الله فى أرضه رغم أنف المعتدين ورغم كيد المتآمرين ورغم همجية الجاهلين. ورب ضارة نافعة، لعل تلك الأيام العصيبة والمحن المتلاطمة التي تواجه شعب مصر تسفر عن كشف الحقائق، وبداية صحوة كبرى تعزز أواصر الصلة والتآخى بين جميع المواطنين، لنقف جميعًاً صفًاً واحدًاً ضد المخربين، وموقفًاً واعيًاً ضد المتآمرين. كما ندعوا الله لجميع شهدائنا الأبرار في جميع ربوع مصر بالرحمة والمغفرة، ولذويهم الصبر والسلوان، ولأبنائنا وذوينا المصابين العزيمة والصمود، والله أكبر والعزة لمصر.. كما ندعوا الله أن يلهمنا الصواب.. ويجنبنا شرور الفرقة.. وينجينا من نار الفتنة.. إنه سميع مجيب الدعاء..