استمرت حالة الإدانة الشعبية والرسمية للمذبحة الدموية التي تعرض لها المتظاهرون السلميون أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بالقاهرة بمحيط رابعة العدوية والتي راح ضحيتها نحو 200 شخص حتى الآن وما يقرب من 4500 مصاب. وأدانت نقابة الأئمة والدعاة بأسوان على لسان الشيخ محمد توفيق أمين النقابة، المجزرة البشعة، وأن ما فعله عبد الفتاح السيسي بحق نظام الرئيس مرسى هو انقلاب عسكري مكتمل الشروط, وأن دعوة السيسي لنزول الناس مخالفة لشرع الله، وهى دعوة لحرب أهلية. وأدان تحالف القوى الوطنية والائتلاف الإسلامي بالمحافظة والذي يضم "الأزهر الشريف"، و"الأوقاف" و"نقابة الأئمة"، و"الإخوان المسلمين" و"أنصار السنة المحمدية"، و"الطرق الصوفية"، و"الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة"، و"الجماعة الإسلامية"، وأحزاب: "الحرية والعدالة" و"البناء والتنمية"، و"الأصالة"، و"الوسط" بكل شدة هذه المذبحة الجديدة المروعة, محملين سلطة الانقلاب كامل المسئولية القانونية عنها, ومؤكدين الاستمرار في الاعتصام السلمي، وعدم القبول بالانجرار إلى العنف، حتى تنكشف الطبيعة الدموية لهذا الانقلاب الغاشم الذي فقد أصحابه كل معاني الإنسانية والوطنية. من ناحية أخرى احتشد نحو 10 آلاف شخص من ممثلي الحركات والقوى السياسية الإسلامية والائتلافات الشبابية الإسلامية بميدان الشهداء بوسط المحافظة لإدانة هذه المجزرة. وقد تحدث عدد من الرموز السياسية والدينية خلال التظاهرة من منصة ميدان الشهداء حيث انتقد خالد مهدي نائب أمين حزب الوفد بأسوان, مثل هذه الأعمال الإجرامية, محملاً المسئولية الكاملة للسيسي, والبرادعي, وعدلي منصور, موضحًا أن استمرار هذا العدوان على الشرعية وعلى حقوق وحريات المواطنين من شأنه أن يضر بأمن واستقرار الوطن، وينشر العنف والفوضى في البلاد، مشيرًا إلى أن ما فعلته الأجهزة الأمنية في مصر خلال الشهر الجاري ضد حرية الرأي والتعبير قد تصل إلى جرائم ضد الإنسانية. وأرسل مهدي رسالة إلى البرادعي يُذكره بما قاله عندما قُتل رجل واحد في عهد الدكتور مرسي أنه قد فقد شرعيته, رغم أن الرئيس المنتخب محمد مرسي لم يصدر أوامر بقتل أي معارض, فما رأيه في شرعيته هو بعدما قُتل ما يقرب من 200 مصري مع سبق الإصرار والترصد. وأكد الدكتور حسين جرجاوي، عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق بأسوان أن هذه الدماء سوف تكون لعنةً على هؤلاء القتلة الذين استباحوا دماء إخوانهم من المصريين في شهر رمضان, ونُذكرهم بأن شهداء الإسكندرية وشهداء النصب التذكاري أحياء عند ربهم يرزقون. وأضاف أن الشعب المصري لن يتنازل عن شرعيته واحترامه لها مهما كانت التضحيات, وأن عمليات القمع التي نفذتها أجهزة الأمن الحالية ضد من مارسوا حقهم في التظاهر وفق الدستور والقانون والمواثيق الدولية تؤكد استخدام السلطة الحالية لنهج نظام المخلوع مبارك في 25 من يناير 2011. واعتبر الشيخ أبو بكر بلال, أمين حزب البناء والتنمية بأسوان, أن جريمة النصب التذكاري, والجرائم الأخرى التي تحدث في حق الشعب المصري المسالم سوف تجعل الرأي العام العالمي يتخذ موقف واضح ضد الانقلابيين في مصر وسوف تتغير المواقف لدى دول وجهات معنية؛ لأن ما يحدث الآن هو جرائم ضد الإنسانية.