منذ نجاح 30 يونيو والإخوان يدفعون الجيش والشرطة إلى مواجهتهم، وقاموا بتزوير الصور والمشاهد والدفع بالنساء في مقدمة الاشتباكات لإيهام العالم بأن الجيش والشرطة تعتدون على المواطنين والمتظاهرين السلميين. لا يوجد أدنى شك في وجود منساقين سلميين خلال تلك التجمعات، ولكن أيضاً لا يوجد أدنى شك من وجود مجرمين إرهابيين مسلحين يتعاملون بعنف مع المواطنين السلميين في الشوارع والبيوت والمحال التجارية وهؤلاء المنساقين ما هم إلا حماية لهؤلاء الإرهابيين. الوضع قبل 25 يناير ليس مثل الوضع بعد 25 يناير.. هذه الجملة أصبحت واقع، لأن من لم يضع الشعب في اعتباره وقراراته انكسر أمام إرادة الشعب في 30 يونيو، وهذا ما يدركه السيسي، ولهذا طالب جموع الشعب أن تمنحه تفويض للتعامل مع الإرهابيين الذين يقطعون الطرق ويعتدون على المعتصمين السلميين في ميادين الثورة ويحاولون اقتحامها، ويقتلون الناس في الشوارع ويقذفوهم أحياء من فوق البيوت. السيسي لا يحتاج لتفويض للتعامل مع الإرهاب المسلح تسليح عالي فهذا واجبه المباشر وهو يقوم به على أكمل وجه في سيناء الحبيبة. لكنه يحتاج إلي مثل هذا التفويض في التعامل مع الإرهاب المسلح الذي يواجه الشعب في الشوارع وهو واجب غير مباشر، والمكلف الرئيسي به هو جهاز الشرطة أكثر من القوات المسلحة. ولكن في ظل هذا العبث الذي تقوم به جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية والإرهابية وهذا الدفع المستميت لمواجهة الجيش والشرطة لحشد الرأي العام الداخلي والخارجي ضد من قاموا بحماية مكتسبات الثورة والذين بمثابة العائق المنيع أمام تحقيق أجنداتهم الخاصة ضد الشعب من خلال الاعتداء المستمر على المواطنين، وفي أكثر من بقعة على الأرض حتى لا تتمكن الشرطة من مواجهتهم وحدها بدون تدخل الجيش لمساعدتها. لم يعد أمام الجيش سوى المواجهة، وهذه المواجهة لن تأتي دون تفويض من الشعب الذي يحاول الطرف الخاسر إيهامه بوحشية ولاإنسانية الجيش في التعامل مع المتظاهرين السلميين، وهذه المواجهة لن تأتي دون تهيئة الرأي العام العالمي قبل الدخول فيها. ومن الواضح أن التحرك على الطرفان الداخلي و الخارجي مدروس بعناية شديدة وليس قراراً أهوج وغير مقدر النتائج. للأسف الإخوان وقياداتهم هم من وضعونا جميعاً في هذا الركن وليس أمامنا أي خيار أخر غير هذه المواجهة التي تحقن دماء قتال ابناء الشعب مع بعضهم في الشوارع. الإخوان وقيادات الإخوان وأنصار الإخوان هم من منحوا وخلقوا وحققوا مخاوفهم سواء بحشد الفلول أو الدولة العميقة أو العسكر ضدهم حتى الثوار لم يسلموا من أذى الإخوان فلم يعد هناك متعاطف معهم. ومحاولات ترويج أن الإخوان مجني عليهم وأن هناك جرائم تمت أو تتم ضدهم لم تعد رائجة في ظل خطاب الإخوان وأنصارهم من تحريض طائفي وتحريض ضد القوات المسلحة والتهديد بالحرب الأهلية وانشقاق الجيش واستحضار المشهد السوري، وفي ظل رفع السلاح على المواطنين وتعذيب الناس وقتلهم. من الواضح أن الإخوان لا يفهمون لأن عقولهم لم تعد مشغولة سوى بالكراسي أن الناس لن تتعاطف مع مواقف إنسانية مع مجموعات تمارس جرائم لا إنسانية!. المشهد أصبح مرتبك ومن رسم هذا الإخوان وحدهم، ووجود الإخوان على الأرض هو مساهمة إضافية منهم لمنح القوة لكل أعداء الثورة والثوار، ولذلك فأغلب الثوار لبون دعوة السيسي للنزول يوم الجمعة للمطالبة بإنهاء وجود الإخوان على الأرض لتتضح الرؤية أمامهم، فوجود الإخوان على الأرض الآن ليس له معنى بالنسبة للجميع سوى وقف حال وإرهاب وتعذيب وقتل الناس. من خسارة إلى خسارة اصبحت تسير الجماعة بأنصارها، ولم تعد تحكم العقل في أفعالها ولم يعد هناك عاقل فيها. نعم لتفويض السيسي والجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله في كل أرجاء مصر وشوارعها، ولا للعودة لما قبل 25 يناير ، لأن الشعب المصري من حينها لم ولن يوقع لأحداً على أي صفحة بيضاء.