رد الدكتور حسن نافعة، منسق "الجمعية الوطنية للتغير" على الانتقادات التي وجهت للمشاركين في مؤتمر "الديمقراطية في مصر" الذي نظم مؤخرًا بالولايات المتحدة، واتهامهم بالاستقواء بالخارج، وكانت المفاجأة في انتقاداته العلنية للدكتور محمد البرادعي، زعيم الجمعية، بسبب كثرة سفرياته إلى الخارج، والتي يعزوها الأخير إلى ارتباطات مسبقة قبل إنهاء عمله على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية. نافعة، وهو أحد الذين شاركوا في المؤتمر ضمن عدد آخر من الحضور بينهم الدكتور أسامة الغزالي حرب، وجورج إسحاق المنسق الأسبق لحركة "كفاية"، قال إن مشاركته جاءت "بصفة شخصية"، بناء على دعوة تلقاها من الجهة المنظمة للمؤتمر، ولا علاقة لها بكونه منسقًا ل "الجمعية الوطنية للتغيير"، في رده على الانتقادات العنيفة التي طالت الجمعية واتهمتها بالسعي للاستقواء بالخارج في معركتها من أجل التغيير في مصر. واعتبر في مقال نشرته جريدة "المصري اليوم" الأحد، أن ما أثير من لغط حول المؤتمر ناجم عن عدم دقة ما نشر عنه في وسائل الإعلام المصرية، خاصة في الصحافة المكتوبة، من ناحية، وسعى البعض، من ناحية أخرى، لاتخاذه وسيلة أو تكأة لتصفية حسابات شخصية مع نشطاء سياسيين بأعينهم، ورأى أن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على فقر حياة سياسية تبدو مصابة في مصر بمرض عضال قد لا تبرأ منه أبدًا. ونفى ما أثير عن أن وفدًا من الجمعية ذهب لمقابلة شخصيات رسمية في واشنطن، وأية علاقة ل "الجمعية" لأنشطة عُقدت في مدن أمريكية أخرى، في نفس فترة انعقاد مؤتمر نيويورك، وقال إنها لم تفوض أحداً لتمثيلها في هذه الفعاليات، وإن مشاركة البعض جاء إما وليد المصادفة البحتة أو تم بصفة شخصية، وشدد على أنه لا يوجد لدى "الجمعية" فروع بالخارج ولا تسعى لذلك. وفي تلميح إلى الانتقادات التي وجهتها "كفاية" للمشاركين وتبرؤها من مشاركة جورج إسحاق بالمؤتمر، غمز نافعة منها قائلاً إن الحملة التي استهدفت "الجمعية الوطنية للتغيير" لم تقتصر على الحزب "الوطني" وكُتّابه فقط بل شاركت فيها جهات أخرى ربما تتصور أن البساط سحب من تحت أقدامها، وأن استعادتها لدورها القديم لا يكون إلا بالتشكيك في مصداقية الجمعية وفى وطنية الرموز التي تتصدر واجهتها. لكن المفاجأة كانت في تعبيره عن عدم رضاه عن أداء "الجمعية"، وانتقاده بشكل خاص تغيب الدكتور البرادعي لفترات طويلة خارج مصر، بسبب ارتباطاته المسبقة، وافتقاد الجمعية حتى الآن هياكل تنظيمية واضحة وفعالة، واتهم بعض المحسوبين عليها- دون تحديدهم بالاسم- بأنهم يبدون اهتمامًا بالأضواء والشهرة أكثر من اهتمامهم بأي شيء آخر، واعتبر أن تصرفاتهم تسيء كثيرًا إلى الجمعية وتفتح ثغرات عديدة يمكن لمن يريد أن يوجه السهام لها استغلالها. ويتفق نافعة بذلك مع الانتقادات والتحذيرات الكثيرة من المجموعة المحيطة بالبرادعي، باعتبارها تشكل خطرًا على قضية الإصلاح من النظام ذاته، وهو ما أشار إليه بقوله، إن "بعض الأوساط المحسوبية على المعارضة، الرسمية منها وغير الرسمية، تشكل خطرًا أكبر مما يشكله الحزب "الوطني" بالنسبة لمستقبل حركة التغيير في مصر" في الوقت الذي يقول فيه إن مصر جاهزة للتغيير الآن، لكنها تحتاج إلى قيادة ميدانية موحدة. ووصف البرادعي بأنه أصبح الرمز المعبر عن حالة وأشواق التغيير في مصر، لذا اعتبر أن المسئولية الملقاة على عاتقه أصبحت كبيرة جدًا، وبات عليه أن يصارح الناس ليس فقط بما ينوى أن يفعله، ولكن أيضًا بما يستطيع وما لا يستطيع أن يقدمه لقضية التغيير في اللحظة الراهنة، في انتقاد مبطّن لعدم حسمه موقفه في كثير من المسائل الخاصة بقضية التغيير، وعدم فعاليته بالشكل الذي يأمله أنصاره. وطالبه بالتوقف عن سفرياته إلى الخارج بعد أن تكررت رحلاته التي يتغيب فيها لفترات طويلة خارج البلاد منذ عودته في فبراير الماضي، واستدرك قائلاً: "رغم تفهمي الكامل لارتباطات الدكتور البرادعي السابقة، فإنني أعتقد أنه بات عليه أن يعيد النظر في ترتيب أولويته، وأن يصارح الجميع بما يستطيع وبما لا يستطيع. فالوضع الحالي غير قابل للدوام".