أكد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق أن حماس لا يمكن لها أن تؤذي جنديًا مصريًا. وقال أبو مرزوق في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية نشرتها في عددها الصادر اليوم الخميس: "من المستحيل أن تؤذي حماس جندياً في الجيش المصري وليست هناك مصلحة لنا في التسبب بإحداث مشاكل للفلسطينيين داخل مصر". واتهم أبو مرزوق "ناطقين رسميين في حركة فتح وأعضاء في لجنتها المركزية، لم يسمهم، بتغذية الإعلام المصري بمعلومات مغلوطة تجعل الحركة (حماس) تبدو متهمة وضالعة في عمليات عنف ضد الشعب والجيش المصري". وأضاف: "رغم كل هذه الهوجة والهجمة على حماس، إلا أنه لم يتهم شخص واحد من عناصر الحركة بأي تجاوز أو مخالفة ولم يقدم اسم واحد للنائب العام". وتابع: "الخلل الأمني الحالي في سيناء وما يجري من تهريب للمخدرات إلى تهريب للبشر نتاج للفراغ الأمني .. فسيناء مفتوحة أمام الإسرائيليين". وذكر أنه تم أخيراً اعتقال عشرات من عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد)، موضحا أن "معبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي والمصدر الأساسي لغزة.. لذلك فاستقرار الأوضاع في سيناء مصلحة لنا وانهيار الوضع الأمني فيها يسبب لنا أضراراً بالغة". وعما إذا كانت هناك أزمة في العلاقات بين "حماس" والسلطات المصرية نتيجة عزل الرئيس محمد مرسي وهل كان لذلك تأثيره السلبي فيه بشكل شخصي لأنه موجود في معظم الأحيان بالقاهرة ، أجاب أبو مرزوق: "ليست هناك أزمة على الإطلاق بيننا وبين السلطات المصرية ولا يوجد ما يعكر صفو العلاقة في ما بيننا ... فهم (المسؤولون المصريون) يعلمون تماما أن حماس بريئة تماماً من الاتهامات التي يحاول البعض إلصاقها بها". وقال: "ثم أننا نتعامل مع جهة رسمية محددة في الدولة المصرية على مدى سنوات طويلة أي منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك إلى يومنا هذا". وأوضح أن هذه الجهة ، في إشارة الى جهاز المخابرات العامة ، لم تتغير سواء عندما شغل مرسي الرئاسة أو بعد عزله ، مشدداً على أن "حماس" لا علاقة لها بالشأن المصري. واضاف: "الاتصالات بيننا وبين المسؤولين المصريين مستمرة ولم تنقطع ولم يضيقوا علي ولم يطلبوا مني مغادرة البلاد". وفي الشأن الفلسطيني ، قال أبو مرزوق إن قرار الرئيس محمود عباس استئناف المفاوضات مع اسرائيل "مغامرة غير محسوبة" ورضوخ للجانب الأمريكي رغم معارضة معظم القوى والفصائل الممثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وليس فقط حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وأضاف أن قيادات هذه القوى في اللجنة التنفيذية رهنت استئناف المفاوضات مع إسرائيل بأمور محددة ووضعت شروطاً تتعلق بقضايا جوهرية. وقال إن "الذهاب إلى التفاوض وتجاوز قضايا أساسية مثل الحدود والاستيطان والقدس.. نظير الحصول على أمور هامشية جداً لا يمكن بأي حال أن يفيد القضية الفلسطينية ولن يقود إلى الهدف الذي ينشده الفلسطينيون بإقامة دوله فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام1967". وأضاف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يصر على مواصلة الاستيطان وهو يرفض مجرد وقف بناء المستوطنات كما يرفض أن تكون حدود الرابع من يونيو عام 1967 المرجعية للمفاوضات التي ستستأنف. وتساءل أبو مرزوق باستنكار: "ما هي الأرض التي سيتم التفاوض عليها وما هي القاعدة التي ستنطلق منها المفاوضات"، مؤكدًا أن "هذه الخطوة أثارت غضب الجميع بلا استثناء"، في إشارة إلى قرار التفاوض في غياب مرجعية لها.