أحدثت حركة تمرد تغييرًا كبيرًا فى المجتمع المصري بعد ظهورها وقيادة فاعليات تصحيح مسار الثورة المصرية بعد سقوطها فى أتون الاختطاف والاغتصاب من قبل جماعة الإخوان المسلمين، واستطاعت الحركة عبر دعواتها للتمرد على حكم النظام الإخوانى أن تحدث ما لم يتوقعه الجميع، وخرج ملايين المصريين يلبون نداء تمرد للتغيير والمطالبة بتغيير نظام أفشل مصر عبر عام من الحكم، وقسمها على أساس طائفى، وكاد يدخلها فى أتون الحرب الطائفية الأهلية، واستعدى كل قطاعات الدولة ضده وصار يمارس احتكار مصر لصالح جماعته وحزبه ضاربًا بكل مطالب الثورة المصرية عرض الحائط، وكانت تمرد المسمار الأخير فى نعش هذا النظام الفاشل، ولكن بعد هذا النجاح الساحق لحركة تمرد وتحقيقها أهدافها، هل تنتهى فى غياهب السياسة؟ أم تستثمر نجاحها وتتحول لكيان فعلى رسمى على أرض الواقع يشارك فى بناء الوطن بروح وحماس الشباب ويساهم فى بناء مصر الجديدة التى نتمناها، مصر الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. الحديث عن مستقبل حركة تمرد هو بدافع وطنى حقيقي لاحتواء وتشجيع هذه التجربة الشابة التى أخرجت شعب بأكمله ضد نظام مغتصب فاشل، وكان سر نجاح تمرد هو الروح الشابة التى كانت هى مصدر قوتها، فلذلك يجب علينا أن ندعم تطور حركة تمرد، وندعم بلورتها فى كيان سياسي، سواء حزبيًا أو عملاً مجتمعيًا عبر جمعية أهلية أو غيره، وكل ذلك بهدف رئيسى هو تشجيع كل المحاولات من شباب مصر للتغيير نحو الأفضل فى إطار سلمى يحافظ على القانون وعلى الأمن القومى المصرى. تمرد تمتلك فريق عمل من خيرة شباب مصر فى كل ربوع الدولة المصرية، فلو استطاعت تكوين كيان واضح لها وبدأ العمل وفق إطار مؤسسى حقيقي، يمكنها أن تساهم فى التغيير المنشود الذى يحلم به غالبية المصريين، فسلاح مصر الحقيقي فى معركة البناء والتنمية هم الشباب، ولا بد من دعمهم سواء من جهات أو كيانات سياسية، بدلاً من حالة المؤامرة الواضحة عليهم عبر تهميشهم وسرقة نجاحهم أو محاولة السطو على مستقبلهم وتفكيك تنظيمهم من خلال استقطاب بعض قياداتهم لمناصب أو محاولة القضاء عليهم من خلال حروب التشويه والتشكيك والتخوين الدائرة فى مصر بعد ثورة 25 يناير ضد كل كيان ناجح يخطو بخطوات واضحة فى طريق التغيير، ويرفض كل محاولات شرائه أو استخدامه لتحقيق أهداف لصالح كيانات أخرى. تمرد الآن أمامها عدة خيارات واضحة بين العبور نحو المستقبل وتنمية تجربتهم وتحويلها لكيان واضح وجهود واقعية على الأرض، وإما الذوبان فى المشهد السياسي الحالى والاختفاء التدريجى لهم وسيبقون مجرد ذكرى فى تاريخ الثورات المصرية، وأعتقد عليهم الاختيار بين الحياة والموت، وأرى أنهم فى تحدٍ كبير وعليهم الاستمرار فى العمل السياسي واستثمار كل النجاحات التى قاموا بها، وأن يبدءوا من الآن فى تشكيل فريق عملهم فى كل محافظات ومراكز الجمهورية للمنافسة فى الانتخابات البرلمانية القادمة وانتخابات المحليات، فهم يملكون رصيدًا شعبيًا كبيرًا، ومصر فى المرحلة المقبلة تريد تغيير استراتيجية دولة العواجيز بتيار الشباب القادر على التغيير الذى لا تملكه صراع الأجندات والمصالح الحزبية، وعليهم المشاركة فى الحياة السياسية بكل قوة ودعمهم لكل مبادرات تمكين الشباب فى حكم مصر عبر المشاركة فى الجهاز التنفيذى للدولة، فلن تنمو مصر ولن تتغير سوى بثروتها البشرية وعقولها المفكرة وشبابها صناع المعجزات. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.