بدأ الفلسطينيون اليوم الثلاثاء حملة وطنية في الضفة الغربية لمكافحة منتجات المستوطنات من السوق المحلية بمشاركة آلاف المتطوعين ينتقلون فيها من بيت إلى بيت يشرحون أهمية مقاطعة منتجات المستوطنات. وحمل المشاركون نشرات تضم قائمة طويلة بمنتجات المستوطنات، وارتدى المشاركون قمصانا بيضاء كتب عليها "أنت وضميرك.. من بيت لبيت.. لا تدخل المستوطنات إلى بيتك.. شريان حياة المستوطنات هو استهلاكك لمنتجاتهم". وقالت ليلى غنام محافظ رام الله فيما وقفت أمام عشرات المتطوعين الذين كانوا يستعدون للانطلاق في الحملة "اليوم نعلن عن انطلاق حملة مكافحة منتجات المستوطنات التي تقتل منتجاتنا الفلسطينية.. يجب مكافحة هذه البضائع لما لها من مخاطر سياسية وصحية". ودخلت المحافظ مع فريق من المتطوعين إلى أول بيت حيث سلمت صاحبة المنزل إيمان عيد الكتيب الذي يحوي قائمة بمنتجات المستوطنات الغذائية والإنشائية وملصقا يشير إلى خلو هذا المكان من منتجات المستوطنات. ورحبت المواطنة عيد بالفكرة، وقالت أنها لا تستخدم منتجات المستوطنات في بيتها وأنها تريد دعم الصناعة المحلية ودعت أن تستهدف الحملة جميع شرائح المجتمع الفلسطيني الفقراء والأغنياء على حد سواء. وقال عبد الحفيظ نوفل وكيل وزارة الاقتصاد الوطني خلال مشاركته في الحملة "لا تراجع عن حملة مقاطعة المستوطنات. لا مشكلة لدينا مع المنتجات الإسرائيلية رغم الاتفاقيات التجارية المجحفة. مشكلتنا مع منتجات المستوطنات التي لا مستقبل أمامها في السوق الفلسطينية بجهود كل القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية". وأضاف "هذه المرحلة الثانية في استكمال مكافحة منتجات المستوطنات بعد إقرار القوانين اللازمة وسننتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى نعمل فيها في المدارس والمساجد." وتابع "يشارك معنا في الحملة اليوم ثلاثة آلاف متطوع من طلبة الجامعات ومن التنظيمات السياسية الفلسطينية المختلفة في كافة مناطق الضفة الغربية." وأوضح نوفل أن حملة السلطة الوطنية لمقاطعة منتجات المستوطنات بدأت تؤتي ثمارها وقال "لدينا معلومات أن هناك 15 مصنعا انتقلت من المستوطنات لإسرائيل. نحن نرحب بذلك ولا مشكلة لدينا مع المنتجات الإسرائيلية". وضم الكتيب (دليل مكافحة منتجات المستوطنات) المؤلف من 78 صفحة من القطع المتوسط ويتم توزيعه على المنازل قائمة بالصور لمنتجات غذائية وصناعية ومواد تنظيف وبناء وأسماء المستوطنات التي تنتجها. وطلب المتطوعون من امرأة دخلوا منزلها بعد أن قدموا لها شرحا عن الحملة التوقيع على وثيقة (عهد الكرامة) ومما جاء فيها "نحن أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه وأديانه وفئاته العمرية قد اجتمعنا على الرغبة والإصرار في النهوض والتخلص من تبعات المستوطنات وأثارها في مدننا وقرانا ومخيماتنا... وسنواصل حتى يخلو كل بيت فلسطيني من إنتاج المستوطنات". وقالت ديالا حاتم الطالبة في جامعة بيرزيت المتطوعة في الحملة "بدأنا نلف على البيوت كل واحد يشرح فكرة الحملة ما راح نخلي حتى يقول انو ما بعرف أن هاي ( السلعة) من إنتاج مستوطنات وهذا عمل وطني وهاي روح وطنية لازم نقاطع منتجات المستوطنات". ويخطط القائمون على الحملة أن يدخل المتطوعون خلال شهر 427 ألف بيت يوزعون عليها الكتيب ونشرات إرشادية أخرى تحثهم على مقاطعة منتجات المستوطنات مما جاء فيها "هل تعلم أن بإمكانك توفير خمسين ألف فرصة عمل جيدة لأبناء شعبنا باستبدال منتجات المستوطنات الإسرائيلية بمنتجات فلسطينية". وتشير إحصاءات فلسطينية إلى وجود ما يقارب من 25 ألف عامل فلسطيني يعملون في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي التي احتلت عام 1967 . وتوضح إحدى النشرات أن مستوطنة واحدة (بركان الصناعية) "المقامة على أراضي سلفيت فيها أكثر من ألفي مصنع منتج تعتبر من اكبر المستوطنات الصناعية الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة." وتضيف "هل تعلم أن 46 % من الدخل السنوي للمستوطنات يساهم فيه الفلسطينيون بشرائهم لمنتجات المستوطنات"، وتعهد رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض مع بدء حملة مكافحة منتجات المستوطنات قبل عدة أشهر أن تكون السوق الفلسطينية خالية من منتجات المستوطنات مع نهاية العام الجاري وعمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ما يقارب الشهر على اصدار قانون يحظر المتاجرة بمنتجات المستوطنات ويتضمن عقوبات بالسجن والغرامة المالية.