ليس من المنطقي أن نصف حصول الزمالك علي المركز الثاني بالإنجاز ، ولا من الطبيعي أن ننعت تقدمه من المركز الثالث عشر بالدوري حتي حصوله علي لقب الوصيف تحت قيادة العميد السابق بالإعجاز..! لماذا .. ؟؟ .. لأن المكانة الأصلية للأبيض هي المقدمة دائما ، والزمالك ليس بلدية المحلة أو المنصورة مع كامل الإحترام لهما حتي يهلل جمهوره للمركز الثاني ، بل في رأيي أنه يستحق مكانة أعلي من تلك بكثير ، نعم حسام حسن مدرب مجتهد صاحب بصمة واضحة وله مستقبل مبشر ، لكن الحكم الحقيقي عليه لابد أن يكون من خلال بطولة يحققها وليس مجرد مركز شرفي ، حتي لا نخدعه ونخدع أنفسنا ، كما خدع من قبل إعلامنا ( اللذيذ ) من سبقه وحقق نفس المركز ، فأصبحوا بفضل هذا الخداع خبراء ومدراء ورؤساء من ورق وعلي ورق حينما إكتفوا بذلك ، حتي فاضت بهم الفضائيات فأغرقوا الكرة المصرية وأغرقونا معها ومعهم أذكر يوما أن الإسماعيلي حقق عام 1993 المركز الثاني ، فسارع الإعلام لتكريم الراحل شحته المدير الفني للدراويش في ذلك الوقت ، فما كان منه إلا أن رفض وعقب علي ذلك بقوله أن المركز الثاني يتساوي مع الأخير في بطولة لا تعترف إلا بصاحب المركز الأول ، وقد فشلت فيما هو مطلوب مني ولم أنجح ، فعلام يكرمني الإعلام .. !! إذن ما الوصف المناسب لما حققه الزمالك ..؟؟ .. هو مجرد تصحيح خطأ إدراي من مجلس الإدارة ، الذي تعاقد في بداية الموسم مع هنري ميشيل كمدير فني لا يتناسب وطبيعة اللاعبين واسلوبهم ، وهو الذي كان قد فر من قبل تاركا جمل الزمالك بما حمل ، وسرعان ما تدارك السيد ممدوح عباس وأعوانه الخطأ الجسيم بإستقدام حسام حسن وتوءمه ، لكن الوقت لم يسعف أحد للوصول إلي بطولة الدوري ، فكان أن عاد الأبيض لمكانته الطبيعية التي لا تستحق كل ما يحدث الآن . وأعترف أن الزمالك حاليا هو أقرب الفرق للوصول إلي بطولة كأس مصر ، خاصة بعدما تأكد غياب عماد متعب وأحمد فتحي عن الأهلي حتي بداية الموسم القادم ، وهو ما سوف يؤثر سلبا علي الأهلي وحسام البدري ، سيما أن أبوتريكة هو الآخر لم يعد كما كان ، وإلي أن يحدث ذلك ، يجب علي جماهير الزمالك الحقيقية ألا تنساق وراء محاولات غريبة ، الهدف منها تحجيم الفريق ووأد سقف طموحاته حتي تقف عند حدود الوصيف .. بالمناسبة الأحمر نفسه لا يهتم حاليا ببطولة الكأس ، أو أن هذا ما يحاول أن يصدره البعض في القلعة الحمراء للجماهير ، دون سبب واضح .. الأهلي الذي يتميز عن غيره بما يحلو لجماهيره ومريديه أن يصفوه بقلعة القيم والمبادئ ، وهي المقولة التي قد يختلف حولها البعض ، لكن بعيدا عن مدي صحتها من عدمها ، لأنها ليست محل نقاش ، يستوقفني فقط إحترام الجميع لتلك القيم والمبادئ بشكل مبالغ فيه يصل إلي درجة التقديس ، والجميع هنا يشمل الجماهير والصحافه والإعلام والنقاد والفضائيات وكل من له علاقة بكرة القدم .. وإذا كنا مع القيم والمبادئ ندافع عنها ونؤيدها بشدة ، إلا أنه شيئ يثير العجب والدهشة ؟؟ فلماذا نقدر ونقدس تلك المبادئ والأخلاقيات ونتشدق بها ونحافظ عليها حتي الموت فيما يتعلق بكرة القدم والنادي الأهلي .. ! بينما نركلها بالحذاء ولا نلتزم بالحد الأدني منها في خضم مناحي حياتنا الأخري ..؟؟ ننافق ، ونهادن ، ونتملق ، ونكذب ، ونغتاب ، و نؤذي الجار ، ونسرق ، ونفسد ، وهلم جرا ...... ولا نتذكر أيا من القيم والأخلاقيات لحظتها ، حتي أصابنا الوهن والضعف وتفشي فينا الفساد بصورة لم يسبق لها مثيل .. !! بينما مع ذكر الأهلي وكرة القدم ، نسارع لنتباهي بالقيم والمبادئ والأخلاقيات التي تربي عليها الأهلي وجمهوره ، الذي هو بالصدفة النسبه الغالبه من الشعب المصري ..! يحدث ذلك في إزدواجية عجيبة لا تراها إلا في مصر ، و لا نجد تفسير لها حتي لحظة تاريخه ..؟؟ ما أتحدث فيه ليس محاولة للتقليل من شأن الأهلي وجماهيره ، بل هي دعوة جادة للنقاش والتحليل والدراسة حول تلك الظاهرة العجيبة ، فلماذا لا تصبح مصر كلها بمن فيها ومن عليها ، قلعة حقيقية للأخلاقيات والقيم ، حتي نتفاخر بها فعلا وقولا ، بدلا من أن تتباهي ( القرعة ) بشعر بنت أختها .. العلم عند ربي .. [email protected]