بدأت المعارضة في السنغال استعداداتها لخوض معركة الانتخابات ا لرئاسية القادمة ، والتي ستجري مطلع عام 2007م. وتطمح أحزاب المعارضة في تحقيق مفاجئة كبرى في هذه الاستحقاقات ، رغم قناعتها باستحالة تحقيق أي حضور مؤثر في الانتخابات القادمة إذا تقدمت لها بشكل منفرد. إيمانًا منها بتلك الحقيقة، واستشعارًا لحجم التحدي القادم، أعلنت أحزاب المعارضة في السنغال مطلع هذا أسبوع عن تشكيل "التحالف الشعبي من أجل التناوب" والذي يضم أكثر من عشرين حزبًا سياسيًا، من بينها الرابطة الديمقراطية بزعامة عبد الله باتيلي، وهو حزب يساري كان غائبًا عن الإطار التشاوري السابق للمعارضة السنغالية. ويهدف هذا التحالف الجديد إلى كسب الرهان خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، وهزيمة الرئيس الاشتراكي الحالي عبد الله واد ، الذي تولى رئاسة البلاد قبل ست سنوات. ومن خلال هذا التحالف الجديد انتقلت أحزاب المعارضة السنغالية من مجرد إطار تنظيمي للتشاوركان يجمعها في الماضي ، إلى تحالف حقيقي يسعى لهزيمة عبد الله واد ،خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، من خلال برنامج سياسي موحد ، ولائحة انتخابية مشتركة. والمفارقة هنا أن جميع الأحزاب السياسية في السنغال التي تحالفت في الماضي مع عبد الله واد (الرئيس الحالي) لهزيمة منافسة القوي الرئيس السابق عبدو ديوف قبل ست سنوات، هي نفسها التي تتحالف اليوم ضده دعمًا لمنافسه القوي وخليفته المتوقع في القصر الرئاسي عثمان تينور ديانغ. ورغم تشكيك خصومهم السياسيين في مدى قدرة هذا التحالف الجديد على الصمود في وجه الطموحات الشخصية لقادته ، إلا أن رؤساء أحزاب المعارضة المنضوية في التحالف ينفون ذلك بشدة ، كما هو شأن الزعيم التقدمي مصطفى أنياس (وزير الخارجية السنغالي السابق في عهد عبدو ديوف ، وأول رئيس للوزراء في عهد الرئيس الحالي واد ) ، مؤكدًا أن هذا التحالف نهائي ولا رجعة فيه، رغم محاولات إفشاله من الأطراف الأخرى ، المؤيدة للرئيس عبد الله واد. وكتعبير عن جدية التحالف الجديد ألمح مصطفى أنياس إلى إمكانية تقديم مرشح واحد باسم التحالف لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة. وخلال تقديمهم للإطار السياسي الجديد ( التحالف الشعبي من أجل التناوب ) عيّر زعماء أحزاب المعارضة في السنغال عن قلقهم من إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، معريين في نفس الوقت عن عدم رضاهم للإجراءات التحضيرية المتخذة حتى الآن استعدادًا لتلك الانتخابات. المصدر الإسلام اليوم