وجه الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، رسالة إلى السفيرة الأمريكية باترسون قائلا: لو هتعيشي في مصر بأدبك واحترامك وبشكل يتوافق مع مصلحة مصر فأهلا بكِ في بلدنا، أما أن تتعدي حدودك وتتصرفي بشكل يثير الشكوك بين القوى الوطنية فالباب يفوت جمل". وأكد شاهين خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم أنه على أى حاكم أن يأخذ بالأسباب وأن يوفق بين طوائف الشعب ويكون رئيسًا كل المصريين، ليس لفصيل بعينه، حتى يكتب له النصر والتوفيق من الله، مدللاً على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن نبيًّا لفئة دون الأخرى. واستطرد "شاهين": "مادامت هناك انقسامات ورغبة من البعض في انقسام الجيش والشرطة والمؤسسات والشعب وكل فريق منا في وادٍ غير الذي يسلكه الآخرون، فلن تكون هناك دولة إسلامية، مؤكدًا أن نهاية نظام الرئيس المعزول محمد مرسي نتيجة طبيعية ومتوقعة؛ لأنها لم تتبع تعليمات النبي، ولذلك فقد كانت إشارات سقوطهم واضحة، فيكفي أن الشعب كان في موقف المظلوم". وتابع خطيب الثورة خلال خطبته: "الشرطة والجيش والشعب التحموا معًا وأصبحوا نسيجًا واحدًا لإسقاط نظام غاشم وفاسد، وخروج الشعب في 30 يونيه ليس كرهًا للشريعة ولا لتمزيق المصاحف، وخروجه لا يعني خروج عن الشريعة والشرعية، لأن الشعب هو صاحب الشرعية ومنه تستمد السلطات". وأوضح "شاهين" أن حرماننا من البنزين والسولار والخدمات في عهد النظام الفاسد كانت من أجل إعطائه لجيش آخر في دولة أخرى لإمداده بكل القوة التي تكفي لقتلنا نحن المصريين أصحاب البلد، وما حدث أمام الحرس الجمهوري وبين السرايات هو نتيجة طبيعية لتصريحات قيادات النظام المعزول لحث الشباب لقتل إخوانهم المصريين. وأكد شاهين أن النظام المعزول لا يعرف الثورة ولم يحقق أيًَا من مبادئها أي شيء، ومصر الآن في لحظة فارقة، إما أن نكون دولة ديمقراطية مدنية عادلة، وإما أن نكون كما أرادنا النظام المعزول، مضيفًا "أن مَن يحقق لمصر المصلحة هو يعبر عن الإسلام، الإسلام يقر بمصلحة مصر بغض النظر عن تدين القائد أو كفره"، لافتًا إلى أن النظام السابق كان يسوق لمنتجاته الفاسدة ولقياداته البعيدين عن الإسلام بربط تلك الأفكار بالدين وبالجنة وبتعاليم النبي وباستعطاف الدافع الديني عند المصريين. وطالب خطيب عمر مكرم بإشراك كل القوى السياسية بما فيهم الإخوان في بناء بلدنا مصر، ووجه حديثه للإخوان قائلا: "كما طالبنا بعدم الإقصاء لن نقصيكم، وكما طالبنا بالعدالة فسنعدل معكم، ولكن لن نسمح بمن يدعون منكم على هدم الجيش، ولابد أن تعرفوا أن مصر فيها رجالة، وإن كنتم مليونين، فنحن خرجنا 33 مليونًا وملأنا الميادين، ولن تسرقوا الثورة من جديد".