حتى العام الماضي، كنا نغنيها بألسنتنا ونشدو بها بقلوبنا، نستعيد بها ذكريات الماضي الحلو، ونشنف الآذان بروحانيات رمضان، شهر الصيام والقيام، ومنحة الله الرحيم الرحمن لخير أمة في الأنام. تطرب فوانيس الأطفال راقصة بها ولها، مستبشرة بقدوم رمضان.. نشاركهم نحن الفرحة، وإن بدينا كأننا نحافظ على كبرياء الأبوة وعنفوان الرجولة وفارق الأعوام. كنا نطرب لها وقلوبنا تحدو بها، كما طربت العيس بقواريرها من حاديها "أنجشة" ونداء الرحمة المهداة والنعمة المسداة - صلى الله عليه وسلم - يكفكفه: "رفقًا بالقوارير". لفانوس رمضان بهجته المنيرة، ولمدفع رمضان طلقته المفرحة المبشرة بفرحة الفطر، وطلقاته الوحيدة التي لا تظلم ولا تغدر لأنها لا تقتل ولا تصوب لأجساد البشر، بل في الهواء الطلق لإدخال البهجة والفرحة على نفوس البشر. لأذان المغرب حلاوة فرحة الفطر، ولسحور رمضان نكهتة المخلوطة بنكهة التجلي مع من يتجلى إلى سماء الدنيا - سبحانه وتعالى - يجيب من دعاه، ويلبي من ناداه.. لعبق رمضان فرحة عارمة، ولروحانيته بهجة شاملة، لم نبتدعها حديثًا، بل جبلت عليها النفوس، معبرة عن فرحتها بشهر الصوم، تشدو مهللة بقدومه "مرحب مرحب شهر الصوم مرحب يا رمضان". دخل علينا رمضان هذا العام، فلم نستشعر عبقه، كما نفعل قبل مقدمه بعشرة أيام، نهنئ أنفسنا ونذكر بعضنا لاستقباله استقبالاً حسنًا وإنباته نباتًا حسنًا وإكرامه، فهو شهر الله المعظم، شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن، والذكر والتصدق والكرم والإيثار.. هل أضفى الحزن المصري ضبابه على شهر الله الكريم، فباتت النفوس إما مكلومة تداوي جراحاتها، أو حزينة مهمومة، تكابد حزنها وتعالج همها، والأرواح منها ما فارق دنيانا مقتولة لا تزال تسأل دنيانا: "بأي ذنب قتلت"؟ والأخبار موجعة، فمصر التي كانت تتميز عن كل الدنيا بفلكورات رمضان، وعبق رمضان، وليالي رمضان، وسهرات رمضان، وبرامج رمضان، لم تعد مصر رمضان، بعد أن أصابها البغي، وطالت أيدي البعض أرواح البعض، وأصبحنا كأننا في العصر الذي قيل فيه "لا يعرف القاتل لم قتل، ولا المقتول لم قتل"؟ انطفأت في قلوبنا بهجته، وذابت في أحزاننا فرحته، وذبلت شجرة البهجة به بعد أن سقيناها بماء الدموع وقبلها بالدماء.. ومع كل ذلك لا نملك إلا أن نقول: "كل عام وأنتم إلى الله أقرب وإلى الجنة أرغب، أعاد الله علينا وعليكم شهر الصوم بمسح الحزن من النفوس وإدخال السعادة على القلوب.. بلغنا الله وإياكم شهر رمضان المعظم.. وغفر لنا فيه كل ذنب صغر في أعيننا أو عُظِّم.. اللهم اجعله شهر الغفران والرحمات.. وحفنا فيه بالبركات والمسرات.. واختصنا فيه بعلو الدرجات.. واحشرنا فيه مع السعداء الأتقياء في أعلى منازل الجنات.. آمين يارب الأرض والسماوات.. ومرة أخرى "كل عام وأنتم بخير". *************************************************** ◄◄ رؤيا رمضانية حق ◄ كان المسلمون قديمًا يستزيدون من إنارة المساجد عند رؤية الهلال، وكان الحكام أيضًا يعبرون عن فرحتهم بذلك، ومن هذا ما رواه أحمد بن يوسف الكاتب العباسي الشهير، قال: أمرني الخليفة المأمون أن أكتب إلى جميع العمال في أخذ الناس بالاستكثار من المصابيح في شهر رمضان وتعريفهم ما في ذلك من الفضل، قال: فما دريت ما أكتب ولا ما أقول في ذلك، إذ لم يسبقني إليه أحد فأسلك طريقه ومذهبه واتفق أن نمت وقت القيلولة، فأتاني آت في منامي، فقال اكتب: فإن ذلك أنسًا للسابلة وإضاءة للمتهجدين ونفيًا لمظان الريب وتنزيهًا لبيوت الله عز وجل، من وحشة الظلم، فانتبهت وقد انفتح لي ما أريد فابتدأت بهذا وأتممت عليه. ◄◄الجميع يشاركون تحرى الهلال ◄ لم يكن الخلفاء والولاة يتكبرون على الصعود مع القضاة والشهود إلى الأماكن العالية لرؤية هلال رمضان، والفرحة به، دل على ذلك ما رواه الأصمعي قال: صعدت مع هارون الرشيد عُلية (الغرفة) لننظر إلى هلال رمضان، فقال الأصمعي: يا أمير المؤمنين ما معنى قول هند بنت عتبة: (نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق) فقال الرشيد: الطارق الكوكب الذي في السماء، فقال الأصمعي: أصبت يا أمير المؤمنين، فأمر له الرشيد بعشرة آلاف درهم!
◄◄ الإعلان الدستورى والصيام ◄ ياسر برهامى: الإعلان الدستورى ألغى مواد مهمة تتعلق بالهوية الإسلامية = أحلى تعليق: دا احتمال يلغي الصيام نظرًا للظروف الراهنة.. واحد تاني: لو ألغى الإسلام كله من مصر حد يقدر يعترض دلوقتي؟! ◄◄ عمار حسن حنفي.. شهيد قنا في "مجزرة الحرس" = هذا مفتش الآثار بالأقصر، وكان مثالاً للأدب والأخلاق وإنكار الذات من أجل الدعوة إلى الله، رحمك الله يا عمار رحمة الأبرار، وأسكنك مساكن الأخيار الأطهار. ◄◄طرفة رمضانية ◄ صعد الناس ليلة لرؤية هلال رمضان فلم يروه، فلما هموا بالانصراف رآه صبي وأرشدهم إليه فقال له أحدهم: بشر أمك بالجوع المضني!! دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.