* الشيخ: لابد من الفصل بين الدين والسياسة.. * زكى: الإخوان مطالبون ببرنامج سياسى واضح.. * عازر: لا يمكن إقصاء شباب الإخوان عن المشهد السياسى فى مشهد سياسى مفاجئ، لم يتوقعه المحللون على المستوى المحلى والدولى خرجت جماعة الإخوان المسلمين من السلطة فى مصر بعد عام واحد من الحكم، فالجماعة التى يصل عمرها 80 عامًا فى مصر، ولها فروعها فى أكثر من 80 دولة حول العالم لم تستطع تثبيت حكمها فى مصر بعد أن تصدرت المشهد السياسى فى مصر عقب ثورة 25 يناير 2011. وقد كان لسياسات جماعة الإخوان الإقصائية فى الحكم دور كبير فى احتشاد الملايين فى ميادين مصر فى 30 يونيه الماضى لإسقاط حكم الإخوان خلال عام واحد من حكم مصر، ولم يستجب النظام الإخوانى الحاكم لنداء الملايين التى طالبت بالتغيير، وفى خطوة مفاجئة على الساحة السياسية تصدر الجيش المشهد السياسى فى أعقاب مظاهرات 30 يونيه الماضى، وأمهل جميع القوى السياسية 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب، ولم يستجب الرئيس المعزول محمد مرسى للإرادة الشعبية، فما كان من الجيش بعد انتهاء المهلة التى حددها إلا إصداره بيانه الثانى الذى تضمن عزل الرئيس مرسى من الحكم والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وأسدل الستار على حكم الإخوان وسط تكهنات عن شكل المستقبل السياسى لجماعة الإخوان وحزبها السياسى الحرية والعدالة بعد خروجها من السلطة نزولاً على رغبة الإرادة الشعبية فى مصر. المحللون السياسيون من جانبهم أكدوا أن البيان الذى أصدره الفريق السيسى والذى دعا فيه لانتخابات رئاسية مبكرة حث الجميع على ضرورة المشاركة فى الحياة السياسية دون إقصاء لأحد، وأعضاء جماعة الاخوان المسلمين هم مصريون ولهم الحق فى البقاء على المشهد السياسى الذى يجب أن يكون متنوعًا ما بين ليبراليين وإسلاميين وناصريين، وأنه على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إذا أرادوا ممارسة الحياة السياسية أن يمارسوها من خلال شكل مشرف مثل أى حزب سياسى فى مصر وليس على أساس ديني. وأشار المحللون إلى أنه إذا أراد أعضاء جماعة الإخوان أن يعودوا للعمل السياسى مرة أخرى، شأنهم شأن أى مواطن مصرى، ولا بد أن يكون لهم برامج سياسية محددة ومعلنة شأنهم شأن أى حزب، وأن يتنافسوا مع مختلف الأحزاب السياسية على الساحة المصرية ويجب على جماعة الإخوان المسلمين ألا يخلطوا الدين بالسياسة، لأن التجربة أثبتت لهم أن هذه السياسة خاطئة، وأدت إلى خروجهم من السلطة بعد عام واحد من الحكم، وأن هناك العديد من شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين لا يمكن إقصاؤهم من المشهد السياسى، لأنهم بحق مواطنون شرفاء ويوجد منهم الكثير من العقلاء، ولا يجب أن يتحملوا أخطاء بعض قيادتهم السياسية التى كانت سببًا فى خروج ملايين المصريين للتعبير عن رفضهم لسياسات الحكم الإخواني. فى البداية، أكد الدكتور سعيد اللاوندى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن البيان الذى أصدره الفريق السيسى والذى دعا فيه لانتخابات رئاسية مبكرة، حث الجميع على ضرورة المشاركة فى الحياة السياسية دون إقصاء لأحد، وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين هم مصريون ولهم الحق فى البقاء على المشهد السياسى الذى يجب أن يكون متنوعا ما بين ليبراليين وإسلاميين وناصريين. وشدد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية على أنه من حق أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أن يعودوا إلى المشهد السياسى من خلال الحزب السياسى الذى أسسوه، وهو حزب الحرية والعدالة، وألا يعودوا كجماعة دينية لأنهم سيكونون مرفوضين كجماعة دينية فى الشارع المصرى، وسيطلق عليهم مرة أخرى الجماعة المحظورة فى مصر، كما كان يطلق عليهم فى السابق. فعلى أعضاء الجماعة عدم التقوقع داخل المجتمع المصرى بعد فشلهم فى إدارة شئون البلاد منذ وصولهم للسلطة، والذى أدى إلى حالة من السخط العام صاحبها تحرك الملايين فى شوارع مصر ضد الفشل الإخوانى فى الحكم، فعلى الجماعة وأعضائها أن يستفيدوا من دروس الماضى وأن يعودوا بشكل جديد جزءًا من المشهد السياسى فى مصر شأنهم شأن أى مواطن مصرى له الحق فى ممارسة حقوقه السياسية التى كفلها الدستور والقانون. من جانب آخر، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إنه على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إذا أرادوا ممارسة الحياة السياسية، أن يمارسوها من خلال شكل مشرف مثل أى حزب سياسى فى مصر وليس على أساس دينى دعوى كما كانوا يفعلون قبل ذلك، لأن سياستهم السابقة أدت إلى سخط عام فى الشارع المصرى تحرك من خلاله الملايين لإسقاطهم، وكانت النتيجة هى خروجهم من سدة الحكم فى مصر بعد مرور عام واحد فقط من وصولهم للسلطة فى مصر. وأضافت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى حالة رغبتهم فى العودة للمشهد السياسى أن يمارسوا عملهم السياسى بكل شفافية وعلانية وعدم إقحام وجهة نظرهم العقائدية فى العمل السياسى، لأن هذه الوجهة العقائدية رفضها الشعب المصرى وخرجت الملايين لإسقاطهم، فيجب أن يعلموا جيدًا أنه لدى جماهير شعب مصر ما يسمى باحتقان سياسى تجاه سياستهم السيئة فى إدارة شئون البلاد فقد تجاهلوا إرادة الشعب المصرى وتجاهلوه إلى أقصى درجة، وكانت النتيجة أن أقصاهم الشعب من السلطة، احتجاجًا على سياستهم الإقصائية التى انتهجوها على مدار عام كامل منذ وصولهم للسلطة فى مصر. من منطلق آخر، قال نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى، إنه من حق أعضاء جماعة الاخوان المسلمين أن يعودوا للعمل السياسى مرة أخرى شأنهم شأن أى مواطن مصرى، ولا بد أن يكون لهم برامج سياسية محددة ومعلنة شأنهم شأن أى حزب، وأن يتنافسوا مع مختلف الأحزاب السياسية على الساحة المصرية ويجب على جماعة الإخوان المسلمين ألا يخلطوا الدين بالسياسة، لأن التجربة أثبتت لهم أن هذه السياسة خاطئة، وأدت إلى خروجهم من السلطة بعد عام واحد من الحكم. وشدد زكى على أنه يجب على جماعة الإخوان المسلمين أن يبتعدوا عن سياسة تكفير الأحزاب الليبرالية على الساحة السياسية فى مصر، لأن التجربة أثبتت لهم عكس ذلك، فرغم أن جماعة الإخوان المسلمين عمرها 80 عامًا فى مصر، إلا أنهم فشلوا خلال فترة حكمهم لمصر فى النهوض بالمجتمع المصرى وتحقيق آماله وتطلعاته التى كان يصبو إليها ومن ثم خرج الملايين من المصريين للتعبير عن رفضهم لسياسات الجماعة فى إدارة شئون الحكم فى مصر، وفشلت تجربة الإخوان السياسية فى حكم أعظم شعوب العالم وهو الشعب المصري. وقالت مارجريت عازر، القيادية بحزب المصريين الأحرار، إن ثورة 30 يونيه 2013 دعمت مبدأً سياسيًا هامًا، وهو أنه لا يوجد إقصاء لأحد على الساحة السياسية مرة وأخرى، فجماعة الإخوان المسلمين هى جماعة دعوية تقوم على أساس العمل الدعوى، وإذا أرادت أن تمارس العمل السياسى، فيجب أن يكون ذلك من خلال حزب سياسى وأن يقوموا بعمل مصالحة وطنية مع كل أطياف المجتمع المصرى والاندماج مع الشارع المصرى الذى يرفض السياسة الإقصائية التى اتبعتها الجماعة فى الحكم عندما كانت فى السلطة. وأضافت عازر أن هناك العديد من شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين لا يمكن إقصاؤهم من المشهد السياسى، لأنهم بحق مواطنون شرفاء ويوجد منهم الكثير من العقلاء ولا يجب أن يتحملوا أخطاء بعض قياداتهم السياسيين الذين كانوا سببًا فى خروج ملايين المصريين، للتعبير عن رفضهم لسياسات الحكم الإخوانى الذى لم يحقق طموحات وآمال الشعب المصرى.