إمام الاستقامة: واجب وطني وضروري.. شيخ الفتح: فريضة لوأد الفتنة طالبت وزارة الأوقاف دعاتها بأن يتناولوا في خطبة الجمعة القادمة وفي دروسهم الدينية حرمة الدم المصري، وتغليب مصلحة الوطن، وألا تكون خطبهم ذات صبغة سياسية. وأكدت الأوقاف في بيان لها أمس الأول الاثنين، أن طلبها للدعاة يأتي مراعاة لحالة الاحتقان الشديدة التي تهدد أمن المجتمع وسلامته ولتهدئة المواطنين والحفاظ على حرمة المساجد من أي خلافات وتقديرًا لمكانة الدعاة ودورهم في ترسيخ دعائم استقرار الوطن وحقن دماء المواطنين، مناشدة إياهم عدم التعرض لأي موضوعات تثير الاختلاف في المساجد. من ناحيته، قال الدكتور مجدى عبد الغفار، إمام وخطيب مسجد الاستقامة، إنه حتى ولو لم تكن تعليمات من وزارة الأوقاف بالخطابة على ضرورة حقن الدماء فإنه من الواجب الوطني والديني أن توضح المنابر حرمة دم المسلم على أخيه وضرورة حقن الدماء، وأن الاختلاف سنة كونية ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة وأن الإسلام لا خوف عليه، مشيرًا إلى أن المجزرة التي شهدتها مصر فجر الاثنين يتحملها كل القادة السياسيين من الطرفين وكل القائمين على الدولة. وأشار عبد الغفار إلى أن من حق الناس أيًا كان انتماؤهم، التعبير السلمي عن رأيهم وأفكارهم دون عنف أو تعد على الممتلكات العامة والخاصة، مستنكرًا غلق القنوات الفضائية الدينية والتعتيم الإعلامي لبعض المتظاهرين. وطالب عبد الغفار الجميع بالتزام السلمية وأن يحقنوا الدماء مهما كان حجم الخلاف، وطالب خطيب الاستقامة الدولة بالحفاظ على دماء جميع المصريين دون تفرقة، قائلا: "لا ترفض الناس جملة ولابد من إيجاد منطقة وسط تسع الجميع، فالإقصاء يقابله الإقصاء المضاد، والعنف يقابله العنف المضاد"، وطالب القوات المسلحة بالقيام بدورها في الحفاظ على تأمين المتظاهرين سلميًّا. وقال عبد الحفيظ الغزالي، إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس، إن حقن الدماء لا يحتاج إلى تعليمات من أي جهة مهما كانت لأنها واقع مرير ترفضه كل الديانات الإسلامية ولا يمكن أن تتحول مصر إلى صراع على الكرسي، مشيرًا إلى أن زوال الدنيا بما فيها أهون على الله من إزهاق دم مسلم واحد. وأشار إلى أن بحلول شهر رمضان المبارك لابد أن يرجع الجميع إلى ربه وإلى رشده وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية ترسخ رفع المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وعدم الاستجابة إلى مخطط الحرب الأهلية، مشددًا على ضرورة حقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد، خاصة أن الخلاف في الرأى سيظل مستمرًا. وأكد الغزالي علي ضرورة إعطاء حق التظاهر السلمى لجميع الفصائل على أن يحافظ على دماء المصريين لأن حرمة الدم كبيرة عند الله ومن أكبر الحرمات خاصة في الأشهر الحرم المقبلة، مطالبًا علماء الأمة الإسلامية بالتدخل فورًا والخروج للمواطنين بالحقيقة كاملة دون الانحياز لأي طرف مهما كان. وطالب الغزالي بضرورة أن تقوم مؤسسات الدولة بحماية الجميع بغض النظر عن الانتماءات لفصيل أو آخر ودون إقصاء أي من الفصائل.