تأكيدًا لما انفردت به "المصريون" في عددها أمس، أعلن رغبة الدكتور السيد بدوي شحاتة عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد" عزمه الترشح لرئاسة الحزب خلال الانتخابات المقررة في يونيو القادم، وأنه من المقرر أن يتقدم اليوم بأوراق ترشحه، وذلك بعد اجتماع مغلق جمعه مع فؤاد بدراوى نائب رئيس الحزب مساء الاثنين. وتزامن ذلك مع إصدار بدراوي بيانا أعلن فيه انسحابه من الترشح على رئاسة الحزب، مرجعًا قراره إلى أن مصلحة الحزب هي التي حكمت موقفه من الانسحاب من معركة الرئاسة، باعتبار أن "الأجواء القائمة حاليا داخل الحزب لا تخدم مصالح الحزب". وكان لافتا خلو البيان من أية إشارات بدعم أي من المرشحين لرئاسة الحزب، وهو ما أعطى مؤشرًا على اشتعال الخلافات بين بدراوي والبدوي، في الوقت الذي مثلت فيه رغبة البدوي بالترشح مفاجأة مدوية، خاصة وأنه رفض تصريحات من عدد من أقطاب "الوفد" خلال الفترة الماضية بالترشح على رئاسة الحزب. وتسود مخاوف قوية داخل جبهة شحاتة بدراوي من حدوث تصدع شديد داخل الجبهة قد يستغلها لصالح المحور المنافس الذي يقوده محمود أباظة رئيس الحزب الحالي، ومنير فخري عبد النور السكرتير العام، ويكرس من هيمنتهما على شئون الحزب خلال المرحلة القادمة، خاصة في ضوء ما يتردد عن عزوف بدراوي ومجموعته عن تأييد شحاتة إلى الانتخابات المقبلة. وواكب إعلان شحاتة عن رغبته بالترشح لرئاسة الحزب مع تردد أنباء داخل أروقة الحزب عن ضغوط حكومية شديدة مورست عليها من أجل اتخاذ قرار الترشح في ظل رغبة حكومية لتشديد الضغوط على أباظة، ومطالبته بتقديم تنازلات في عدد من الملفات مقابل دعمه في مواجهة منافس قوي مثل شحاتة، ويتفوق كثيرا من حيث الإمكانيات والشعبية على فؤاد بدراوي. ويحاول أقطاب جبهة شحاتة- بدراوي تطويق الخلافات وتلطيف الأجواء وإقناع الأخير بدعم ترشيح الأول مقابل حصوله على منصب كبير داخل مؤسسات حزب "الوفد" في حال تمكنه من الفوز، لكنهم يستبعدون موافقته، لاسيما أنه يشعر بألم شديد من تخلي شحاتة عنه بعد أن كان داعمه الأول في حملة ترشحه لرئاسة الحزب. من جانبه، قال علاء شوالي القطب الوفدي المعروف إن انسحاب بدراوي وإعلان شحاتة الترشح لرئاسة الحزب كان مفاجئة بالنسبة له، لكنه رفض التعليق على المعارك الدائرة داخل جبهة بدراوي شحاتة، وأوضح أن الأوضاع داخل الحزب عموما يسودها غموض شديد يصعب معه التكهن بهوية المرشح لمنافسة محمود أباظة.