أكدت جماعة الإخوان المسلمين علي استعدادها لقبول مبادرات المخلصين التي تدعو لعودة الشرعية كاملة رئيسا ودستورا ومجلس شوري، وبعدها يدير الرئيس حوارا عاما بين جميع القوي الوطنية تتم فيه مناقشة كل الموضوعات الخلافية وإجراء مصالحة وطنية حرصا علي مصلحة الوطن العليا وحقنا لدماء الشعب المصري وخروجا من النفق المظلم الذي حشرنا فيه الانقلاب العسكري وكاد يصل بالبلاد لحافة الهاوية وسبيل الهلاك. وقالت الجماعة في بيان لها أنها من قلب المعاناة ورحم الآلام والأحزان على الشهداء والجرحى وعلى المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها وطننا الحبيب مصر وشعبها الصابر الصامد المسالم نتيجة الانقلاب العسكري الكامل الذي قام به بعض أعضاء المجلس العسكري على الشرعية الدستورية النابعة من الانتخابات والاستفتاءات المعبرة عن الإرادة الشعبية تؤكد إن ما قام به بعض أعضاء المجلس العسكري إنما هو انقلاب عسكري كامل تم تدبيره بليل انقضاضا على الشرعية ونكوثا عن القسم الذي أقسموه باحترام الدستور والقانون وحماية الوطن، وطاعة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورغبة في السيطرة على الحكم وسياسة البلاد من وراء ستار من الأذناب المدنيين، وهو ما نرفضه ولن نعترف به أبدا.
وأضافت إننا نثق تمام الثقة في أن جيشنا العظيم الذي يفتدينا ونفتديه ويحبنا ونحبه لا يمكن أن يكون قد أسهم في هذه المؤامرة وإنما من حاكها ونفذها هم مجموعة من قادة المجلس العسكري الذين أولاهم الرئيس ثقته وللأسف لم يكونوا أهلا لهذه الثقة، فجيشنا يؤمن بما جاء في المادة (194) من الدستور بأن القوات المسلحة ملك للشعب ومهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، ومعنى هذا أن الجيش والشعب جسد واحد وأن وظيفة الجيش محددة وليس من بينها الخوض في السياسة.
وأشارت الجماعة إلي إن الملايين الذين تظاهروا سلميا والمعتصمين في مختلف ميادين الجمهورية رفضا للانقلاب العسكري وتأييدا للشرعية إنما هم كل أطياف الشعب ومنهم الإخوان المسلمون وهم الذين ثاروا في 25 يناير 2011 وقدموا الدماء والشهداء لاستعادة حريتهم وكرامتهم وحقوقهم، وهم علي استعداد لتقديم المزيد من التضحيات مرة أخري.
ورفضت المساومة علي الشرعية و قالت لن نرضي بغيرها بديلا لأنها الطريق السليم لإتمام التحول الديمقراطي والسير إلي دولة وطنية دستورية ديمقراطية وشددت علي ضرورة تعديل الأوضاع التي تم الانقلاب عليها وعلي رأسها عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى ولابد من احترام الديمقراطية وإرادة الشعب ومن أراد أن ينافس فلينافس علي مقاعد مجلس النواب فأهميتها عظيمة لأنها تمثل السلطة التشريعية وأكثر من نصف السلطة التنفيذية.
ونددت الجماعة بالإجراءات القمعية البوليسية والإرهابية التي تمارس ضد جماعتنا وحزبنا بحرق المقرات واعتقال القادة وتلفيق الاتهامات، وقتل الناس منّا ومن الشعب في الشوارع علي أيدي البلطجية في حماية الشرطة مشيرا إلي أنها لن تفت من عضدنا ولن تزحزحنا عن مواقفنا العادلة المشروعة قيد أنملة.
ووجهت رسالة للعالم كله وعلي رأسهم قادة الانقلاب" أننا لن نتخلى عن ثوابتنا الأصيلة جراء عدوانهم الغاشم علي الشعب وعلينا وعلي الشرعية واغتصابهم للسلطة وأهم هذه الثوابت الالتزام بالسلمية ولن تمتد أيدينا بالأذى لأحد ممن يعتدون علينا ولن نكون طرفا في إراقة دم مصري حتى لو أراقوا دماءنا، فلن نقابل الرصاص والأسلحة إلا بالصدور العارية والأيدي الفارغة “.
وأخير عبرت عن أسفها تجاه تورط قوي سياسية كثيرة صدعت رؤوسنا بالحديث عن الدولة المدنية الديمقراطية، أن تتورط في تحريض القوات المسلحة علي الانقلاب وتؤيد هذا الانقلاب بعد حدوثه دون اعتبار للمبادئ والقيم والأخلاق بالإضافة إلي تتورط قيادات دينية في تأييد هذا المنكر الكبير الذي لا يرضاه دين ولا شرع ولا عرف ولا دستور ولا قانون وما كان لها أن تخوض في مجالات السياسة.